المؤتمر العام التاسع عشر لمنظمة المدن العربية

" استدامة المدن: نحو مستقبل امن ومدن مرنة وشاملة"

تحت الرعاية الملكية السامية..برعاية وحضور صاحب السمو الملكي الأمير / فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الأمير / محمد بن عبد الرحمن بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض افتتحت أعمال المؤتمر العام التاسع عشر والمجلس التنفيذي في دورته التاسعة والخمسين لمنظمة المدن العربية والذي انعقد تحت عنوان " استدامة المدن: نحو مستقبل امن ومدن مرنة وشاملة" في فندق الريتز كارلتون في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية على مدى يومين 18-19 شعبان 1443 هــ الموافق 21-22 مارس 2022م بحضور سمو الأمير فيصل بن عبد العزيز بن عياف أمين منطقة الرياض رئيس المؤتمر العام ومعالي أمين عام منظمة المدن العربية المهندس احمد حمد الصبيح وبمشاركة وحضور أمناء العواصم ورؤساء المدن والبلديات العربية الأعضاء في المنظمة وعدد من الوزراء ورؤساء  وممثلي منظمات وهيئات عربية وإقليمية ودولية.


وقد استهل حفل الافتتاح بالسلام الملكي ثم آيات من الذكر الحكيم بعد ذلك تم عرض فيلم عن الإنجازات التي حققتها المملكة العربية السعودية في مسيرة العمل التنموي تبعه فيلم تعريفي عن منظمة المدن العربية ومؤسساتها وأهدافها وإنجازاتها منذ تأسيسها في العام 1967 في الكويت.


وألقى سمو الأمير فيصل بن عبد العزيز بن عياف –أمين منطقة الرياض رئيس المؤتمر العام كلمة أوضح فيها أن مدينة الرياض المستضيفة للمؤتمر العام التاسع عشر لمنظمة المدن العربية شهدت على مدى العقود الستة الماضية نهضة ونموًا استثنائيين، على يد قائدها وباني نهضتها آنذاك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -، حيث شبكات الطرق، والمرافق، والنمو السكاني، إذ ازدادت مساحة المدينة بشكل مطّرد، وتضاعفت على مدى عشر سنوات لتغطي مساحة 1500 كيلومتراً مربعاً، وازداد عدد سكانها من قرابة الـ 500 ألف نسمة في أواخر الستينات الميلادية إلى قرابة 7.5 ملايين نسمة اليوم.


وأشار أمين منطقة الرياض إلى الاهتمام بجوانب التنمية الحضرية منذ بداية انطلاق عملية البناء، وذلك بعدد من المخططات التوجيهية، والبرامج الهيكلية، والمشاريع العملاقة والنوعيّة"، لافتاً إلى أن استراتيجية مدينة الرياض، التي سيعلن عنها في وقت لاحق ، تتمحور حول تعزيز دور المدينة كمحرّك أساسي للتنمية، ولمجتمع سكاني تلتقي فيه العقول والمواهب، ويستقطب رأس المال، ويمكن أبناؤه من بناء مستقبلهم الذي يطمحون إليه. وقال: تستهدف الاستراتيجية رفع ترتيب الرياض من المستوى 40 لتصل ضمن أعلى 10 اقتصاديات للمدن عالمياً، وأن يرتفع عدد سكان الرياض من 7.5 ملايين نسمة في الوقت الحالي إلى ما بين 15 إلى 20 مليون نسمة في العام 2030، وأن تكون إحدى أعلى المدن في مستوى الخدمات والسياحة، وجودة الحياة.


وأوضح سموه أهمية البناء المتوازن الذي يحقق التكامل بين الأهداف الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للمدينة وسكانها، وقال: نؤمن بأهمية العمل وفق منهجية المدينة المرنة resilient city والذي يعكس قدرة المدن على التأقلم مع المتغيرات، والتعامل باستباقية مع المستجدات، واتخاذ القرارات الحضرية، وتوجيه الخطط التنموية بصورة أكثر فاعلية، وبأسلوب أكثر كفاءة ودقة.


من جهته أكد معالي الأمين العام لمنظمة المدن العربية المهندس/ احمد حمد الصبيح في كلمته في الافتتاح أهمية العمل العربي المشترك والتعاون البناء لتحقيق ما يمكن تحقيقه من اجندة التنمية المستدامة حتى العام 2030 .


وقال: أن إيماننا الراسخ بالتضامن العربي وتظافر الجهود المشتركة في كافة المجالات التي تتصل بقضايا المدن يجعلنا على طريق التنمية المستدامة بمفهومها الشامل، ويعزز ما نقوم به من خطوات فاعلة نحو مدن المستقبل والتي باتت مطلبا أساسيا لاستدامة المدن في ظل ما نعيشه من متغيرات ومستجدات على الساحة.


وأضاف الصبيح قائلاً: لقد أصبحت المدن ومجالسها البلدية اليوم محركات أساسية للتنمية، واداة فاعلة لمواجهة التحديات التي تواجه المدن والساكنين. ولعل ما عاشته مدننا من صعوبات وتداعيات من جراء جائحة كورونا، أبرز دور المدن والبلديات بشكل جلي في مواجهة الأزمات وتخطي الصعوبات التي نتجت عن هذه الجائحة وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية .. وعزز من خطط التنمية التي تُشكل اليوم أهمية كبيرة في مضامينها ومع ما افرزته جائحة كورونا.


وقال في كلمته: لقد جاء مؤتمرنا العام التاسع عشر ليحمل عنوان “استدامة المدن: مستقبل امن ومدن مرنة وشاملة" ترجمة واقعية لمساعي منظمة المدن العربية ومؤسساتها نحو مدن المستقبل وهي المدن القادرة على الصمود والمرنة والشاملة والمستدامة التي نعمل من اجل تحقيقها وبلوغ هذا الهدف.


وأشار إلى أن هذا المؤتمر كما كانت مؤتمراتنا السابقة، يضم نخبة خيرة من أمناء المدن ورؤساء البلديات والإدارات المحلية في وطننا العربي الكبير.. وهو يشكل، محطة التقاء وتشاور بين أشقاء عقدوا العزم على النهوض بمدنهم.. واكتساب الخبرات والمعارف والتجارب وكل ما يعينهم على مواصلة المسيرة ومواجهة تحديات العصر وإطلاق المخططات والمشاريع التنموية الكبرى التي تضع ساكن المدينة، في جوهر عملية التنمية.


كما أشار إلى أن منظمة المدن العربية ومنذ انشائها في الكويت في الخامس عشر من مارس 1967 عملت على تحقيق أهدافها للنهوض بالمدينة العربية وكانت ولا تزال تسير في هذا الاتجاه مع مواكبة المتغيرات والمستجدات المتسارعة ونجحت في رسم الخطط التي تتماشى مع العصر الحديث مستفيدة من علاقات الشراكة التي أقامتها مع المدن الشقيقة والصديقة ومع المنظمات والهيئات والاتحادات العربية والإقليمية والدولية.


وأن منظمة المدن العربية مستمرة في توجهها وعملها تجاه العديد من الملفات والقضايا التي تهم المدن ومن أبرزها التغير المناخي والإسكان والصحة والتعليم والمدن الذكية والنقل وغيرها من قضايا المدن الملحة.


وأشار الصبيح الى دور مؤسسات المنظمة وقال: تعمل مؤسسات المنظمة في إطار أهدافنا المشتركة وفق استراتيجيات ومبادرات من شأنها أن تحقق التنمية المستدامة... وقد حرصنا على إقامة ورشتي عمل بالتزامن مع مؤتمرنا العام حول “استدامة المدن" بتنظيم مشترك بين مؤسساتنا التي تعمل باستمرار على نشر البرامج والمبادرات التنموية الهادفة.


واختتم الصبيح كلمته قائلاً: أن اجتماعنا اليوم هو خطوة جديدة في مسيرة عملنا وانطلاقة فاعلة لبلورة مقاربات تشاركية ومتجددة لمواجهة التحديات التي تعيشها المدن سواء على المستوى الديمغرافي والاجتماعي أو على المستوى الاقتصادي والبيئي والصحي مما يتطلب منا فتح أفاق جديدة من العمل الجماعي والتضامن على مستوى المجتمعات والمدن لتحقيق ما نصبو اليه من تنمية حضرية مستدامة ومستقبل زاهر لمدننا العربية.


ونظرا لتقارب المدن وتشابهها في قضايا التنمية فإن تعاوننا المشترك لإيجاد ممارسات متميزة واليات عمل جديدة قادرة على مواجهة التحديات والصعوبات سوف يدفع بمسيرة التنمية نحو الأفضل ويحقق الاهداف العالمية للتنمية المستدامة. فمن الممكن التغلب على هذه التحديات من خلال وضع الخطط والاستراتيجيات التي من شأنها أن تحقق للمدن مواصلة النمو وان تصبح مدن مرنة وقادرة على الصمود.


وفي ختام الافتتاح الرسمي لأعمال المؤتمر تم تبادل الدروع التكريمية حيث قدم سمو الأمير فيصل بن عبد العزيز بن عياف أمين منطقة الرياض رئيس المؤتمر العام درعاً تكريماً لصاحب السمو الملكي الأمير / فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الأمير / محمد بن عبد الرحمن بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض ولمعالي المهندس احمد حمد الصبيح أمين عام منظمة المدن العربية ، الذي بدوره قدم دروع تكريميه لصاحب السمو الملكي الأمير / فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الأمير / محمد بن عبد الرحمن بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض وكذلك لسمو الأمير فيصل بن عبد العزيز بن عياف أمين منطقة الرياض رئيس المؤتمر العام بهذه المناسبة.


على هامش المؤتمر العام التاسع عشر عقدت جلسة حوارية ضمت عدد من رؤساء وأمناء المدن العربية الأعضاء في المنظمة (الرياض - بغداد – المنامة –تونس – بيروت – نواكشوط) حيث استعرض كل منهم تجربة مدينته في مواجهة التحديات والصعوبات التي تعيشها لتحقيق التنمية المستدامة في ظل المتغيرات والمستجدات التي تعيشها مدن العالم.


كما تم افتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر، وضم العديد من العروض التي تبرز المشروعات الكبرى على مستوى العاصمة الرياض، والتحول الرقمي الذي تشهده المدينة خلال رحلة تحقيقها لمستهدفات "رؤية السعودية 2030".



اجتماع المؤسسات
برامج وفعاليات متنوعة ونجاحات متميزة

عقدت المؤسسات التابعة لمنظمة المدن العربية اجتماعاً قبل انعقاد الدورة التاسعة والخمسين للمجلس التنفيذي 18-19 شعبان 1443هــ الموافق 21-22 مارس 2022م في العاصمة السعودية الرياض، برئاسة أمين عام المنظمة معالي المهندس احمد حمد الصبيح ورؤساء المؤسسات.


في بداية الاجتماع أعرب معالي الأمين العام المهندس احمد حمد الصبيح عن شكره وتقديره لجهود مدراء المؤسسات لما يقومون به من نجاحات مميزة وتعاون في إطار تحقيق أهداف المنظمة ومسيرة العمل التنموي للمدن العربية.  وقال: لقد كان نشاط ملفت للمؤسسات طوال الفترة الماضية وهذا محل تقدير وأن دل فإنما يدل على فريق عمل ناجح .. وانا شخصيا أحرص على متابعة عمل ونشاط المؤسسات عن قرب وأقدر الجهود المبذولة خاصة وأن كل مؤسسة قدمت في الفترة الماضية عدد من الفعاليات التي تدخل في إطار مساعينا لتحقيق التنمية لمدننا العربية.
وأكد الصبيح أهمية التعاون بين المؤسسات والتواصل المستمر الذي يدعم عمل المؤسسات بشكل جماعي ويحقق أفضل النتائج والإنجازات. وقال: دائما نرحب بطرح وتقديم الأفكار والمقترحات التي تفعل نشاط مؤسساتنا سواء بإقامة الدورات أو المنتديات والملتقيات أو أي نشاط يضيف لعملنا جديداً ويحقق لمدننا النمو والرخاء بالرغم من الظروف والتحديات التي تعيشها.


تم خلال الاجتماع مناقشة جملة من الموضوعات تتصل بالبرامج والخطط التي تقوم بها المؤسسات وأجندة العمل القادمة التي تنوعت بين الملتقيات والمنتديات وورش العمل والدورات التدريبية في إطار خطة العمل التي اتخذتها منظمة المدن العربية في الدورة الرابعة والخمسين للمجلس التنفيذي في نواكشوط 2017.
واستعرضت المؤسسات أبرز الأنشطة والفعاليات القادمة التي تنوعت بمضامينها بما ينسجم مع الأهداف العالمية للتنمية.


وفي الختام رحب معالي الأمين العام المهندس احمد حمد الصبيح بالمهندسة سميرة الدحيات مدير عام المنتدى العربي للمدن الذكية ومجموعة العمل الثقافي للمدن العربية لانضمامها لأسرة مؤسسات المنظمة كما رحب بالسيد أحمد التويجري في تكليفه بإدارة المعهد العربي لإنماء المدن خلفا للمهندس احمد السلوم الذي كان يشغل منصب مدير عام المعهد معبرا عن شكره وتقديره على جهوده في إدارة المعهد العربي لإنماء المدن طوال السنوات الماضية وما حقق من نجاحات وإنجازات للمدن العربية.

 

الدورة التاسعة والخمسين للمجلس التنفيذي


عقد المجلس التنفيذي لمنظمة المدن العربية دورته التاسعة والخمسين يومي 18-19 شعبان 1443 هــ الموافق 21-22 مارس 2022م في فندق الريتز كارلتون في مدينة الرياض/ المملكة العربية السعودية برئاسة سمو الأمير فيصل بن عبد العزيز بن عياف أمين منطقة الرياض رئيس الدورة ومعالي أمين عام منظمة المدن العربية المهندس احمد حمد الصبيح وبحضور أعضاء المجلس التنفيذي والأمانة العامة للمنظمة والمؤسسات التابعة لها.


تم في بداية الاجتماع نقل رئاسة الدورة من عمّان إلى الرياض ثم استهل الاجتماع بكلمة رئيس الدورة التاسعة والخمسين سمو الأمير فيصل بن عبد العزيز بن عياف رحب فيها بالمشاركين من المدن الأعضاء في المجلس التنفيذي في بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية مشيراً إلى أهمية التعاون وتظافر الجهود لمواكبة التطورات وتحقيق التنمية لمدننا العربية.


بدوره رحب معالي الأمين العام المهندس احمد حمد الصبيح بالأخوة أصحاب المعالي والسعادة أمناء العواصم ورؤساء مجالس الحكم المحلي ورؤساء البلديات الأعضاء في المجلس التنفيذي وقال: أن اجتماعنا اليوم يعزز تعاوننا وعملنا العربي المشترك ومواجهة التحديات لتحقيق ما يمكن تحقيقه من أجندة التنمية المستدامة حتى العام 2030 من خلال تبادل الرؤى والتجارب والخبرات وأفضل الممارسات بالإضافة إلى البرامج والأنشطة والفعاليات التي من شأنها تحقيق أهداف التنمية المستدامة.


استعرض المشاركون جدول الأعمال الذي تضمن مجموعة من الموضوعات والبنود التي تتصل بعمل المنظمة ومؤسساتها وأهداف التنمية المستدامة وتم اتخاذ عدد من القرارات والتوصيات ومن ثم تم رفعها للمؤتمر العام التاسع عشر للمصادقة عليها واعتمادها وإقرارها.


كما استعرض المجلس التنفيذي مشروع البيان الختامي للمؤتمر العام التاسع عشر، واعتمد ما جاء فيه من معطيات تعكس رغبات وتطلعات المدن العربية لتحقيق أهداف وغايات الأجندة العالمية للتنمية المستدامة.


المؤتمر العام التاسع عشر
الجلسة العامة -الختامية


انعقدت الجلسة العامة – الختامية للمؤتمر العام التاسع عشر لمنظمة المدن العربية برئاسة سمو الأمير فيصل بن عبد العزيز بن عياف أمين منطقة الرياض رئيس المؤتمر ومعالي أمين عام منظمة المدن العربية المهندس احمد حمد الصبيح في فندق الريتز كارلتون الرياض بحضور قادة وأمناء وعمداء ورؤساء المدن والبلديات وممثلي منظمات وهيئات عربية وإقليمية ودولية المشاركة في أعمال المؤتمر العام.


رحب سمو الأمير فيصل بن عياف بن عبد العزيز أمين منطقة الرياض رئيس المؤتمر بالمشاركين في الجلسة العامة –الختامية وأكد على أهمية المضي قدماً في مسيرة النمو المستدام وتفعيل هذا التوجه في المدن العربية وتحقيق نقلة نوعية في مجال التنمية في كافة المجالات.


وقال معالي أمين عام منظمة المدن العربية المهندس احمد حمد الصبيح: لقد جاء انعقاد مؤتمرنا العام التاسع عشر في مدينة الرياض الشقيقة بمثابة انطلاقة جديدة نحو مزيد من المبادرات والخطط والاستراتيجيات التي من شأنها أن تحقق لمدننا النمو المستدام. ومن خلال التعاون والشراكة الفاعلة سنحقق نقلة نوعية في برامجنا التي تدعم عمل الإدارات المحلية في مواكبة المستجدات من حولنا.. خاصة وأن مدننا العربية أصبحت محل الاهتمام بمبادرات وانجازات لافتة، وباتت تنافس مدناً كبرى في العالم في خطط وبرامج تنسجم مع توجهات أجندة التنمية المستدامة حتى العام 2030.


وأضاف الصبيح: أن الانتقال إلى التنمية المستدامة ومساراتها يتطلب تظافر الجهود والتضامن وتعزيز التعاون في تنفيذ أجندة التنمية المستدامة والتي ستقودنا إلى التمكين والنجاح بخلق مدن حضرية شاملة ومستدامة وقادرة على الصمود وفق منظومة متكاملة تفي بمتطلبات التنمية المستدامة وضمن رؤية شاملة لتحقيق مدن المستقبل.


واختتم كلمته قائلاً: نحن على ثقة بأن تعاوننا كمدن وبلديات عربية سوف يحقق لمدننا الرخاء والازدهار والأمن والاستقرار، ويجعلها مدن أمنة ودامجة وشاملة ومستدامة.. ليأتي البيان الختامي والذي سنستعرضه، تأكيداً لرؤيتنا في تحقيق أهدافنا التنموية وبناء مدن المستقبل.


وفي الختام لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر والتقدير مجدداً لسمو الأمير فيصل بن عبد العزيز بن عياف أمين منطقة الرياض رئيس المؤتمر على استضافة أعمال مؤتمرنا وما صاحبته من فعاليات وعلى حسن الاستقبال وكرم الضيافة ..والشكر موصول لفريق عمل أمانة منطقة الرياض على جهوده وتعاونه لإنجاح المؤتمر.. والشكر والتقدير لرؤساء وأمناء المدن والبلديات العربية والحضور الكريم.. متمنيا لمدننا العربية كل الخير والتقدم والازدهار.


تم في بداية الجلسة العامة -الختامية إقرار جدول أعمال المؤتمر العام التاسع عشر ثم تدارس المؤتمر العام جملة الموضوعات التي تضمنها تقرير الأمين العام، من بنود ومواد وأنشطة وفعاليات تتصل بعمل منظمة المدن العربية والمؤسسات التابعة لها وقرارات وتوصيات المجلس التنفيذي في دورته التاسعة والخمسين وقرر المؤتمر العام المصادقة على ما جاء من التوصيات والقرارات في المجلس التنفيذي في دورته التاسعة والخمسين واعتمادها وإقرارها.


وأشاد المؤتمر العام بجهود الأمانة العامة في تنظيم ورعاية الأنشطة والفعاليات والبرامج والمبادرات والمشاركة في المؤتمرات والملتقيات والمنتديات لمتابعة المستجدات والمتغيرات المتسارعة التي تعيشها مدن العالم، وتعزيز وتقوية الروابط والعلاقات بين المنظمة ومدنها الأعضاء وبينها وبين شركائها من المنظمات والهيئات الإقليمية والدولية ذات الصلة بالمدن وساكنيها. كما أشاد المؤتمر العام بحرص الأمانة العامة على إشراك المدن الأعضاء في المنظمة في البرامج والملتقيات العربية والإقليمية والدولية التي تعنى بعملية التنمية المستدامة ونشر كل ما يتعلق بالمؤتمرات والأنشطة والبرامج في مجلة المدينة العربية الالكترونية والموقع الإلكتروني للمنظمة.


وثمن المؤتمر العام مساعي الأمين العام وجهاز الأمانة العامة للمنظمة وكذلك مؤسساتها بما يخدم المدن الأعضاء من برامج ومبادرات وخطط واستراتيجيات التنمية المستدامة واعتمد المؤتمر العام أجندة عمل المؤسسات التابعة للمنظمة من خطط وبرامج مستقبلية. ودعا المؤتمر العام مؤسسات المنظمة إلى التعاون فيما بينها ومع الأمانة العامة والاستمرار في أنشطتها وبرامجها لتحقيق غايات وتطلعات المدن على طريق النمو المستدام.  كما دعا المؤتمر العام الأمانة العامة للمنظمة لتعميم أجندة البرامج والأنشطة والفعاليات المستقبلية للمؤسسات على المدن والبلديات الأعضاء لمنحها فرصة أوسع للاطلاع وللمشاركة بما يتوافق مع إداراتها واختصاصاتها.


وأشاد المؤتمر العام بالدول والمدن الشقيقة التي تستضيف المؤسسات التابعة للمنظمة وما تقدمه من دعم وتسهيلات تساعدها في تنفيذ احتياجات ومتطلبات المدن والبلديات العربية

البيان الختامي للمؤتمر:
استعرض المؤتمر العام البيان الختامي والذي يجسد مسيرة عمل منظمة المدن العربية للعام 2030، واعتمد ما جاء فيه من معطيات تعكس رغبات وتطلعات المدن العربية للتصدي لتحديات التنمية الحضرية المتسارعة وخاصة تلك الناجمة عن التحضر السريع في منطقتنا العربية مع ما يواكب ذلك من قضايا المدن تتمثل في التغير المناخي والتحول الرقمي والخدمات والإسكان وغيرها. وجاء في البيان التأكيد على تعزيز العمل العربي المشترك والاهتمام بالمدن والإدارات المحلية، وبدورها الفاعل في عملية التنمية المستدامة في كافة القطاعات والاستمرار في طرح المبادرات والبرامج والخطط التي تعزز الية العمل في تحقيق الأهداف العالمية الإنمائية.


نص البيان:


•    مدن مرنة 2030 : ان اختيار عنوان المؤتمر “استدامة المدن : نحو مستقبل امن ومدن مرنة وشاملة" جاء من واقع ما عاشته المدن العربية ومدن العالم أجمع  من جراء جائحة كورونا.. فاليوم نحن احوج من أي وقت مضى العمل على مواكبة المتغيرات والمستجدات من خلال المبادرات والبرامج الفاعلة على المستوى الإقليمي والدولي ولعل برنامج " جعل المدن قادرة على الصمود 2030 – مدن مرنة 2030” الذي أطلق في إطار الشراكة العربية للحد من مخاطر الكوارث وبرنامج الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث UNDRR.. يأتي لدعم هذا التوجه وتحسين المرونة المحلية من خلال المعرفة والخبرات وانشاء شبكات تعلم داعمة من مدينة الى مدينة..  أن الشراكة العربية للحد من مخاطر الكوارث تلعب دوراً في تحقيق المرونة للمدن.. إلى ذلك ندعو مدننا العربية "دعوة مفتوحة" للتسجيل في برنامج "جعل المدن قادرة على الصمود 2030 - مدن مرنة 2030" عبر الرابط:  
http://www.arabtowns.org/images/event/original/MCR1.pdf بهدف  تحقيق المرونة والصمود والمقاومة الحضرية وبناء مجتمعات مرنة ومستدامة حيث يقدم البرنامج خارطة الطريق نحو تعزيز القدرة على الصمود عبر مراحل رحلة المرونة من رفع الوعي إلى التخطيط والتنفيذ.


•    أن هدف بناء مدن المستقبل في منطقتنا العربية هو هدف بالغ الأهمية ونعمل جميعا من اجل بلوغه وتحقيق غاياته... وأن الانتقال إلى التنمية المستدامة ومساراتها يتطلب خطة عمل متكاملة تحقق التوازن بين الابعاد الثلاثة للتنمية المستدامة وهي الاقتصادية والاجتماعية والبيئية إلى جانب تظافر الجهود والتعاون وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة لننعم بمدن شاملة ومستدامة. وقد سجلت مدننا العربية في مواقع كثيرة نجاحات بارزة على طريق بناء مدن المستقبل وهي في ذلك تشاطر الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة وكذلك منظمات المدن واتحاداتها مما يدفعنا إلى الاستمرار في نهج البناء والتطوير والتنمية الحضرية.


•    دعم عمل إدارة الأزمات والكوارث في الإدارات المحلية لما لها من أهمية في رسم الخطط وإعداد البرامج والتأهيل والتدريب لمواجهة المستجدات والكوارث باختلاف أنواعها... لاسيما وأن إدارة الأزمات والكوارث في الإدارات المحلية لعبت دوراً بارزاً في مواجهة أزمة كورونا وتداعياتها من خلال التنظيم وتأمين الخدمات واتخاذ الخطط والإجراءات الاحترازية اللازمة لمواجهة الوباء وتخطي الصعوبات التي نتجت عنه في مختلف القطاعات.


•    سوف تركز منظمتنا ومؤسساتها في المرحلة المقبلة على الشباب وتعزيز دورهم ودعمهم في تحقيق طموحاتهم وأفكارهم ضمن إطار الأهداف العالمية للتنمية المستدامة، والتأكيد على أهمية إشراكهم في مختلف مجالات العمل والإدارات المحلية باعتبارهم ثروة حقيقية لبناء المجتمعات وتطورها وتقدمها.


•    لقد أصبح العمل التطوعي عنصرا هاما في النسيج المجتمعي في المدن بشكل عام.. وعليه تعمل منظمة المدن العربية على تعزيز دور العمل التطوعي ليكون شريكا أساسيا في مسيرة التنمية، واعتماد العمل التطوعي ضمن البرامج والاستراتيجيات التي تقوم بها منظمة المدن العربية ومؤسساتها. أن المدن تلعب دوراً فاعلاً في تنظيم ورعاية مبادرات وفعاليات مجتمعية تتصل بالعمل التطوعي المنظم والمقرون بالدورات التدريبية، لتأهيل المتطوعين والمتطوعات في مختلف المجالات. فنحن نؤمن بأن العمل التطوعي مع التدريب ما يفسح في المجال أمام اكتشاف المواهب الشابة والمبدعة واستثمارها في تطوير مهارات العمل الجماعي للنهوض بالمدينة وساكنيها.


•    أن أهمية التحول الالكتروني وبناء مدن ذكية من الموضوعات الأساسية التي تولي المنظمة لها اهتماما كبيرا من خلال البرامج والخطط التي تعزز نشر هذا المفهوم والية تنفيذه بشكل يشجع المدن على إرساء قواعد المدينة الذكية. ومنظمة المدن العربية كطرف فاعل في منظومة العمل العربي المشترك، تعتبر أن بناء القدرات جزء لا يتجزأ من خطط التنمية المحلية مع التأكيد على أهمية الاستفادة من التطور التكنولوجي والمعلوماتي وما احدثه من تغيرات كبرى في تنظيم الاقتصاد الرقمي. أن التنمية المستدامة هي التي تلبي احتياجات الفرد في الحاضر والمستقبل وتعمل على تجديد الموارد والثروات وإعادة التصنيع بشكل يضمن بيئة صالحة ونظيفة للأجيال الحاضرة والقادمة.


•    أن تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين أفراد المجتمع يدفعنا للعمل على تعزيز مشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع وميادين العمل وإصدار القوانين والتشريعات التي تمنحهم مجالات واسعة للمشاركة باعتبارهم جزء من المجتمع، ودعم الأنشطة والفعاليات التي تمكنهم من التفاعل والمشاركة الحقيقية واستثمار مهاراتهم وقدراتهم ضمن العمل الجماعي ودمجهم في جميع مناحي الحياة. كذلك تعزيز دور المرأة وتمكينها في مختلف مجالات العمل ومنحها فرص للإبداع والابتكار تحقيقاً للأهداف العالمية للتنمية المستدامة.


•    أن حماية البيئة أصبحت مسؤولية جماعية، تبدأ من الفرد والمجتمع والمدينة والحكومات.. وتتطلب خطط تنموية تنسجم مع التوجه العالمي نحو حماية البيئة وتعزيز استخدام الطاقة النظيفة بمختلف اشكالها وفق متطلبات واحتياجات المدينة. أن الإدارة البيئية من الإدارات الهامة والحيوية التي تؤّمن للمدن فضاء بيئي مستدام في ظل التغيرات المناخية خاصة فيما يتعلق بالتنمية الخضراء والاقتصاد الأخضر.. ما يدفعنا لتعزيز دورها في نسج الخطط ونقل أفضل الممارسات العالمية المطبقة في الإدارة البيئية المتكاملة التي نسعى لتحقيقها في مدننا العربية.


•    أن مدننا العربية تتشابه في الصفات والخصائص ما يميزها عن غيرها من مدن العالم.. من حيث التاريخ والحضارة والتراث. أن مسؤولية الحفاظ على التراث والأثار هي مسؤولية مشتركة باعتبار أن المدن التاريخية والتراثية تختزن تاريخنا وتراثنا وقيمنا وهو ما يكسبها أهمية كبيرة تفرض علينا حمايتها من مختلف المؤثرات وصيانتها من أجل الأجيال القادمة. وايماناً منا بأهمية التراث والحفاظ على هوية المدينة العربية بمختلف أشكالها وصورها.. نستمر في تكريس الأنشطة والفعاليات التي تُعنى في حماية وصون التراث والأثار تزامناً مع التطور والتقدم التكنولوجي والذي يُمكننا توظيفه في حماية التراث بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين.


•    أن التعاون بين المدن العربية من شأنه أن يقود إلى علاقات المشاركة لأفضل الممارسات وتطوير الشراكات التي تدعم الابتكار والأبداع والمشروعات الحيوية والتأهيلية للمدن مثل مشاريع النقل العام والبنية التحتية وإدارة النفايات وخطط النمو الأخضر، وهي تندرج ضمن مخططات وطنية ومحلية شاملة للتنمية البشرية.


•    أن تعزيز التعاون بين المدن العربية والشراكة على المستوى الإقليمي والدولي للاستفادة من التجارب الناجحة والخبرات وتبادل الرؤى في المجالات الحيوية التي تتصل بتنمية المدينة والساكنين من شأنه أن يحقق للمدن الاستدامة وبناء مدن المستقبل.


•    أن التغيرات والمستجدات المتسارعة في العالم يجعل عملية التحضر إحدى أبرز الاتجاهات العالمية وقد باتت المدن والمراكز الحضرية في صدارة عمليات التنمية العالمية ولم تعد هذه المناطق مجرد أماكن للاستقرار والخدمات والإنتاج بل أصبحت تشكل موضعا رئيسيا في عملية التنمية في مختلف الاتجاهات.. ما يعزز دور المدينة في مسيرة التنمية والتطوير على مختلف الأصعدة.


•    أن منظمة المدن العربية ومؤسساتها تكرس عملها لخدمة المدينة العربية وتسعى لمساعدة مدننا ومجتمعاتنا في وضع معايير عادلة لقياس معدلات النمو المستدام، والاستفادة من التقدم التكنولوجي وحث المدن على مواكبة التطورات وصولاً إلى الريادة في كل ما من شأنه أن يعزز عملية التنمية في المدينة بمفهومها الشامل.

مع اختتام أعمال المؤتمر العام أكد المشاركون من أمناء العواصم ورؤساء المدن والبلديات العربية الأعضاء في منظمة المدن العربية أهمية التعاون والعمل العربي المشترك لتحقيق الإنجازات التنموية في المدن العربية من خلال إشراك المدن في المبادرات والخطط التنموية التي تتصل بأهداف التنمية المستدامة والعمل على تفعيل برامج واستراتيجيات تُسهم في بناء القدرات وتطوير الإمكانيات إلى جانب تعزيز التعاون والشراكة على المستوى العربي والإقليمي والدولي من خلال اتفاقيات التوأمة والتعاون ومذكرات التفاهم في إطار الأهداف العالمية للتنمية ما يمنح المدن فرصة لتبادل الرؤى والخبرات والتجارب الناجحة وأفضل الممارسات ويعزز مسيرة عملها التنموي وتحقيق مدن المستقبل.. مدن أمنة شاملة ومستدامة.


الجلسات العلمية


تم تنظيم جلسات علمية مشتركة بين مؤسسات منظمة المدن العربية خلال انعقاد المؤتمر العام التاسع عشر والمجلس التنفيذي في دورته الــ 59 في الرياض – المملكة العربية السعودية. فقد عقدت ورشة العمل الأولى بتنظيم مشترك بين المعهد العربي لإنماء المدن ومركز البيئة للمدن العربية والمنتدى العربي للمدن الذكية تحت عنوان: استدامة المدن نحو مستقبل امن ومدن ذكية ومرنة"جاءت أهمية الجلسة العلمية بما تضمنت من اوراق عمل تنوعت في محتواها فقد قدم المعهد العربي ورقة بعنوان (المدينة الصديقة للطفل) قدمتها الأستاذة منيرة الراشد مديرة برامج الأطفال والشباب في المعهد العربي لإنماء المدن  . والمنتدى العربي للمدن الذكية قدم ورقة عمل بعنوان (المدن الذكية ودورها في تحقيق أهداف السياسات البيئية من خلال محور الاستدامة البيئية) قدمها المهندس محمد شعلان / مدير ادارة التحول الرقمي في معهد إدارة المشاريع (PMI) -  فرع المملكة العربية السعودية.


جاءت ورقة العمل التي قدمها مركز البيئة للمدن العربية بعنوان (تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المدن الذكية والمرنة لدعم الاستدامة في المدن) قدمها المهندس محمد الكف- الرئيس التنفيذي لشركة BMI Technology Group ، ومؤسس MCPM MENA / دبي.
كما قدم الدكتور سلمان بن مخلد  الدلبحي -أستاذ التخطيط العمراني المساعد في كلية العمارة والتخطيط جامعة الملك سعود ورقة عمل بعنوان: المراصد الحضرية وتنمية المدن.


أما جلسة العمل الثانية فقد انعقدت بتنظيم مشترك بين مجموعة العمل الثقافي للمدن العربية ومؤسسة التراث والمدن التاريخية العربية تحت عنوان "استثمار التراث الثقافي والسياحة الثقافية في التنمية المحلية" وتطرقت ورقة عمل مؤسسة التراث إلى دور الحفاظ والتثمين على التراث العمراني بمدينة تونس العتيقة في التنمية المحلية المستدامة قدمها المهندس المعماري المختص في التراث بالمعهد الوطني للتراث منتصــــر جمــــــور.


وكانت مشاركة مجموعة العمل الثقافي للمدن العربية بورقة عمل بعنوان (السياحة الثقافية في الوطن العربي..واقع وطموح) من خلال محور بناء الشراكات في تطوير المدن. قدمها الاستاذ الدكتور عبد القادر عبابنه / جامعة اليرموك –المملكة الاردنية الهاشمية.