إنشاء مراكز وطنية لاحتضان المشاريع الصغيرة، والأسر المنتجة إنشاء صناديق وقفية لتمويل المشاريع الصغيرة، كمصادر تمويلية ثابتة دعوة البلديات لتوفير غطاء قانوني حاضن للمشاريع الصغيرة والأسر المنتجة
نظم المعهد العربي لإنماء المدن مؤتمر ( المشروعات الصغيرة والأسر المنتجة كرافد للتنمية ودور البلديات والقطاعين العام والخاص والمجتمع المدني في إنجاحها ) بالتعاون مع وزارتي التنمية الاجتماعية والشؤون البلدية في المملكة الأردنية الهاشمية في مدينة عمان 2-4 مايو 2017. وجاء انعقاد المؤتمر في وقت تمر فيه معظم مدن العالم بأزمات اقتصادية أثرت في نموها الاقتصادي وتنميتها حيث تعاني من الزيادة السكانية والهجرة إلى المدن وانتشار البطالة وانخفاض الموارد وشح الاستثمارات وهو ما يؤثر سلباً على فرص الشباب في سعيهم نحو تأسيس أعمالهم ومشروعاتهم الخاصة.
لقد هيأ المؤتمر الفرصة للمشاركين للتعرف على المتغيرات الاقتصادية المعاصرة وآثارها الاقتصادية والاجتماعية على وتيرة التنمية كما سلط المؤتمر الضوء على واقع المشروعات الصغيرة ومشاريع الأسر المنتجة وآثارها على المجتمعات والتنمية وكذلك أتاح الفرصة للتعرف على أساليب معالجة سلبيات المشاريع الصغيرة وإمكانات تشجيعها ودعمها.
المحاور والموضوعات
تمحورت موضوعات المؤتمر حول :
1- التشريعات والسياسات ودورها في البيئة التمكينية لمناصرة المشروعات الصغيرة والأسر المنتجة ومشروعات توظيف الشباب ومحاربة الفقر وجور الدولة في بناء البيئة التمكينية.
2- التحديات التي تواجه المشروعات الصغيرة والأسر المنتجة ومشروعات التوظيف ومحاربة الفقر
3- دور القطاع الخاص والقطاع الأهلي في بناء البيئة التمكينية من تشريعات وسياسات ومؤسسات داعمة.
4- دور البلديات والحكومات المحلية في إنجاح المشروعات الصغيرة وتشجيع الأسر المنتجة وذلك من خلال تهيئة البنية الأساسية وأراضي المشاريع .
5- دور مؤسسات التمويل كالمصارف والغرف التجارية في تمويل وبناء إمكانات المشروعات الصغيرة والأسر المنتجة ومشروعات التوظيف ومحاربة الفقر لتقوم بدورها في عملية التنمية .
6- البرامج الوطنية للحرف والصناعات اليدوية في الدول العربية ودورها في تخفيف معدلات البطالة.
7- دور الابتكار في إنجاح المشاريع الصغيرة وكيفية تعزيز الروح الابتكارية لدى الشباب.
في بداية الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ركز المتحدثون على أهمية مثل هذه الفعاليات في توجيه الاقتصاد الحديث لتنمية المجتمعات المحلية والاهتمام بالأسر الفقيرة وتوظيف الشباب ومحاربة القفر وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة كروافد للتنمية.
وألقى رئيس المعهد العربي لإنماء المدن الشيخ عبد الله العلي النعيم كلمة وجه فيها الشكر لوزارة التنمية الاجتماعية والشؤون البلدية في المملكة الأردنية الهاشمية على رعاية ودعم المؤتمر. وسلط الضوء على ما يقوم به المعهد العربي لإنماء المدن كمؤسسة تابعة لمنظمة المدن العربية في معالجة مجمل القضايا والتحديات التي تواجهها المدينة العربية في سعيها للنمو المستدام.
كما ألقة أمين عام المنظمة المهندس احمد حمد الصبيح كلمة دعا أكد فيها الحاجة للعمل لتوفير تطلعات واحتياجات ساكن المدينة وترجمتها إلى واقع يسمح له في أن يبني مستقبله من خلال التعليم الجيد وفرص العمل المناسبة وسبل المعيشة اللائقة.
وتناول وزير التنمية الاجتماعية الأردني وجيه عزايزة في كلمته ما تقوم به الوزارة في دعم المشروعات الصغيرة وتمكين الأسر المنتجة من تنفيذ مشروعاتها.
بلغ عدد المشاركين في المؤتمر أكثر من 250 مشارك من عدد من الدول العربية هي: الأردن، المملكة العربية السعودية، سلطنة عمان، قطر، الكويت، مصر، السودان، اليمن، لبنان، فلسطين، المغرب، تونس، الجزائر، الإمارات، البحرين.
وتضمن البرنامج العلمي للمؤتمر ست جلسات علمية وورشتي عمل تمحورت موضوعاتها على النحو الاتي:
-التشريعات والسياسات ودورهما في البيئة التمكينية لمناصرة المشروعات الصغيرة والأسر المنتجة في الوطن العربي .
-التحديات التي تواجه المشروعات الصغيرة والأسر المنتجة ومشروعات التوظيف.
دور البلديات والحكومات المحلية في إنجاح المشروعات الصغيرة وتشجيع الأسر المنتجة.
نماذج اجتماعية غير تقليدية في التمويل الأصغر والتمكين.
القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني وأثرهما في بناء البيئة التمكينية وفي دعم المشروعات الصغيرة والأسر المنتجة.
تأثير مؤسسات التمويل في تحويل وبناء إمكانات المشروعات الصغيرة والأسر المنتجة.
ورشة عمل بعنوان: تعزيز أهداف التنمية المستدامة من خلال الشمول المالي.
ورشة عمل بعنوان: تجارب عربية ناجحة في التمويل الأصغر والأسر المنتجة.
وقد حظيت موضوعات المؤتمر بمناقشات وحوارات جادة شارك فيها الحضور مع الباحثين والمسئولين والمختصين وخلصت إلى مجموعة من التوصيات التي تم استخلاصها من أوراق العمل والتجارب والمناقشات والحوارات حولها.
توصيات المؤتمر
وقد صدر عن المؤتمر التوصيات التالية:
1- إنشاء مراكز وطنية لاحتضان المشاريع الصغيرة، والأسر المنتجة تهدف إلى رسم السياسات التمويلية والإنتاجية والتسويقية وتسهم في تطوير جودة المنتجات لزيادة قدرتها على المنافسة.
2- إنشاء صناديق وقفية لتمويل المشاريع الصغيرة، كمصادر تمويلية ثابتة يشارك فيها مكونات المجتمع (القطاع العام، والقطاع الخاص، والقطاع الثالث).
3- تبني نموذج التمويل الأصغر غير التقليدي (القرض الحسن الإنتاجي المسترد) بطريقة مستدامة تشغيلياً، وتشجيع رجال الأعمال على دعم هذا النموذج من خلال إيجاد محافظ إقراضية دوارة ومستردة.
4- السعي لشمول أصحاب المشاريع الصغيرة، الأسر المنتجة، والعاملين معهم تحت مظلة التأمينات الاجتماعية لتحقيق الأمان الوظيفي.
5- إيلاء عملية التسويق للمشروعات الصغيرة أهمية قصوى من خلال العمل على إيجاد جمعيات تعاونية تتكفل بترتيب وإخراج المنتجات النهائية بشكل تنافسي في الأسواق.
6- قيام مؤسسات التمويل الأصغر بدور أكثر فعالية في استراتيجية الشمول المالي بالوطن العربي من خلال التوسع في تطبيقات القروض الحسنة والتمكين الاقتصادي والمدفوعات الإلكترونية .
7- حث الأمانات والبلديات على إيجاد أسواق ثابتة لمنتوجات المشاريع الصغيرة والأسر المنتجة ومراعاة الاعتبارات التصميمية والمكانية اللازمة.
8- قيام البلديات بتوفير غطاء قانوني حاضن للمشاريع الصغيرة والأسر المنتجة، مع توفير الحماية اللازمة من خلال التشريعات القانونية.
9- تبني منظمة المدن العربية ترتيب زيارات لتبادل الخبرات والتجارب بين المدن العربية، وبعض المدن غير العربية ذات التجارب المتميزة، في مجالات المشاريع الصغيرة والأسر المنتجة.
10- قيام منظمة المدن العربية بإعداد دليل إجرائي شامل لإقامة المشاريع الصغيرة وتعميمه على الأمانات والبلديات في المدن العربية .
11- تبني الجامعات تشجيع وتمويل البحوث والدراسات الميدانية المتعلقة بالمشروعات الصغيرة والأسر المنتجة، مع التركيز على المشروعات المتعثرة لمعرفة أسباب تعثرها.