قمة التنقل الحضري: " دعنا نتحرك بطريقة ذكية"

شاركت منظمة المدن العربية في قمة التنقل الحضري التي انعقدت  تحت عنوان  "دعنا نتحرك بطريقة ذكية" في مدينة شانلي اورفا التركية 20-22 نوفمبر 2018  بالتزامن مع انعقاد اجتماع المكتب التنفيذي والمجلس المشترك لمنظمة UCLG-MEWA بحضور المدن الأعضاء وعدد من ممثلي الإدارات المحلية في المدن التركية وعدد من الخبراء والاستشاريين في مجال النقل الحضري.


اكتسبت أهمية انعقاد قمة التنقل الحضري  أنها أتاحت الفرصة لممثلي الإدارات المحلية والمنظمات الإقليمية والدولية والقطاع الخاص  للنقاش وتبادل الأراء والاستفادة من الخبرات وعرض الدراسات الناجحة في مجال التنقل الحضري.


أمين عام منظمة UCLG-MEWA محمد دومان أكد في كلمته على أن النقل الحضري أصبح ضرورة ملحة في مختلف مدن العالم ولم يعد مقتصرا على مدينة دون أخرى.  وأشار إلى التطور التكنولوجي في العالم وأهمية مواكبته الذي بات جزءا أساسياً في مختلف القطاعات لاسيما في وسائل التنقل والاستفادة من التقنيات في توفير وتسهيل التنقل لساكني المدينة. وقال: تحتاج المدن لتخطيط صحيح يؤهل المدينة  لتكون خالية من المشاكل وتكمن أهمية التنقل الحضري في الحد من التلوث لاسيما في العواصم الكبيرة حيث لا توجد تدابير كافية  لمواجهة الزيادة في عدد السكان لذا علينا جميعا العمل على تخطي المعوقات والعمل على تنفيذ تطبيقات تقنية حديثة في وسائل النقل المختلفة . وأشار إلى أهمية وضع خارطة طريق  لتحقيق التنقل الحضري بشكل أوسع. فالاستدامة تعني العيش بالمدن بطريقة صحيحة  وحضرية.


من جانبه أكد أمين عام منظمة المدن العربية المهندس احمد حمد الصبيح على أهمية الشراكة بين المدن والانفتاح على العالم ونقل التجارب والخبرات التي من شأنها أن تدعم البرامج والاستراتيجيات الخاصة بتنفيذ أجندة التنمية المستدامة،. لاسيما ما يتعلق بالتنقل الحضري والذي بات مطلبا أساسياً في تحضر المدن. وقال: لقد أدى التطور الحضاري والعمراني الذي مرت به مدن العالم بشكل عام ومنها المدن العربية على مر السنين إلى حدوث الكثير من المشاكل الحضرية ومنها مشكلات النقل و المتمثلة بشكل رئيسي بازدحام الشوارع والاختناقات المرورية والضوضاء والتلوث البيئي بكافة أشكاله البصرية والسمعية .  ومن خلال ذلك ظهرت الحاجة إلى وجود الكثير من النظم والوسائل المسيرة لأمور الحياة داخل هذه المدن من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ومن بينها نظم النقل والمواصلات التي تعتبر من أهم أسباب الاستقرار الحضري في المدن ، حيث يعتبر قطاع النقل من القطاعات الهامة والذي يقوم بدور أساسي على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والعمراني لكل المدن.


ولفت الصبيح إلى أن التنقل في المناطق الحضرية يعد حقاً من حقوق الإنسان... وأداة تمكين للتنمية المستدامة وعلينا أن ندرك الدور المحوري لنظم النقل المتطورة في تحقيق الأهداف الإنمائية.  مؤكداً أن  مسؤوليتنا جميعا العمل على توفير تنقل حضري لائق من خلال تحديد العوامل التي تسهم في التنقل الملائم في المناطق الحضرية من أجل التغلب على كافة المعوقات الاقتصادية والاجتماعية والمادية للتحرك في المدن وترسيخها كحق لسكان المدينة.


واعتبر الصبيح قطاع النقل بمثابة شريان ناقل وممول لجميع الفعاليات والأنشطة المختلفة في المدينة. خاصة وأن جميع الأعمال في المدينة متوقفة على مرونة وكفاءة حركة النقل مما يتطلب اعتماد سياسات واضحة لحل مشاكل النقل داخل المدن  لتقليل مشاكل الازدحام المروري و تسهيل الحركة قدر الإمكان  وتقليل الاعتماد على مركبات النقل الشخصية وتشجيع النقل العام الجماعي .... وإيجاد نظام نقل حضري من خلال تقسيم المناطق ما بين النقل الجماعي الخاص والنقل الجماعي العام .


واختتم كلمته مؤكداً حرص منظمة المدن العربية على تعزيز التعاون والشراكة بين المدن للاستفادة من التجارب والخبرات والمضي قدما في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لما فيه خير المدن والساكنين.


من جهته  أكد رئيس بلدية شانلي اورفا  نهاد تشيفتشي  حرص مدينته على مواكبة الجديد  حيث تم العمل بالعديد من الأنظمة التقنية  لاسيما في النقل الحضري في ظل ما تشهده من كثافة سكانية  حيث تم تخصيص شعبة لإدارة النقل عملت على استخدام التكنولوجيا الحديثة وتطبيقها في التنقل والمراكز الذكية التي تعمل بشكل سليم. وقال: أن التنقل الحضري يتم من خلال  أفضل التطبيقات وتخطي الصعوبات، فنحن نعزز استخداماتنا  التكنولوجية ونعمل على تطبيقها  بشكل امثل  كي نحقق  للمواطنين  الرفاهية وتكون مدننا صديقة للبيئة.
وقال  محافظ شانلي اورفا  عبد الله ارين في كلمته  أن التنقل الحضري أصبح اليوم  له تأثير كبير على المدن والحاجة  لهذا النوع من التنقل يزداد يوماً بعد يوم في ظل الزيادة السكانية والتوسع العمراني فلابد من مواجهتها  واتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق التنقل الحضري.  وأشار إلى أن مدينة شانلي اورفا استفادت من تطبيقات تقنية  من أجل تقديم أفضل الخدمات للساكنين. وأكد حرص مدينته على الانفتاح على العالم وتبادل الخبرات والاستفادة من تجارب المدن في مختلف المجالات باعتبار أن مفهوم التنمية  مفهوم شمولي وعليه يجب العمل على تقديم الأفضل.
وقال أرين: العالم اليوم يتحرك ويتطور سريعا ولابد من التحرك ومواكبة هذا التغير السريع .. فنحن نعيش وسط العولمة ويوم بعد يوم  هناك تحول رقمي ويجب الأخذ بعين الاعتبار هذا التوجه العالمي وضرورة الاهتمام بالإدارات المحلية. نحن نحاول الوصول لرؤيتنا 2020 وفق الإمكانيات  المتاحة والتي نعمل على أفضلها للوصول للعيش بجودة عالية.
تضمنت القمة أربع جلسات عمل تركزت حول التنقل الحضري، حيث عقدت الجلسة الأولى تحت عنوان " النقل الذكي" والجلسة الثانية " تمويل وحوكمة وتشغيل النقل". وجاءت الجلسة الثالثة بعنوان "  النقل صديق للبيئة" أما الجلسة الرابعة كانت بعنوان "أفضل ممارسات النقل في مدن منطقة الشرق الأوسط".


المكتب التنفيذي والمجلس المشترك لــ UCLG-MEWA


عقد المكتب التنفيذي والمجلس المشترك لمنظمة UCLG-MEWA  اجتماعا مشتركا تم خلاله عرض جملة من التقارير الإدارية تتصل بالأولويات الاستراتيجية واجتماعات الهيئة الرقابية ولجنة الإدارة المالية للمنظمة.. كما تم عرض واعتماد برنامج الأنشطة للعام 2019.. والعضويات الجديدة.. كما تم اعتماد إنشاء مؤسسة  تجارية ودار نشر.


اجتماع ثنائي


تم عقد اجتماع ثنائي بين أمين عام منظمة المدن العربية المهندس احمد حمد الصبيح و ووكيل وزارة الحكم المحلي –حكومة الوفاق الوطني لدولة ليبيا عبد البارى شنبارو والوفد المرافق له. تم بحث عدة موضوعات تتصل باستقرار المدن الليبية وتعزيز التعاون بين الجانبين. وأكد الأمين العام الصبيح حرص المنظمة على تفعيل  مشاركة المدن الليبية في أنشطة وفعاليات المنظمة ومؤسساتها والمؤتمرات الإقليمية والدولية، وعلى أهمية التعاون في اطار تنفيذ  أجندة التنمية المستدامة .


من جانبه قال وكيل وزارة الحكم المحلي  شنبارو أن لدى المدن والبلديات الليبية العديد من الخطط والبرامج وحاليا يتم العمل مع القطاع الخاص لتنفيذها حيث تم تشكيل لجنة  عليا تختص بالتعاون بين القطاع الخاص والقطاع العام. كما تم خلال الاجتماع عرض عدد من المقترحات التي من شأنها أن تعزز مشاركة المدن الليبية وحضورها فعاليات المنظمة إلى جانب المدن العربية الشقيقة. وأكد شنبارو حرص بلاده على عودة المدن الليبية للمحافل العربية والإقليمية والدولية.


كما تم دعوة أمين عام منظمة المدن العربية لزيارة ليبيا بهدف تعزيز التعاون والعمل المشترك لما فيه خير للمدن الليبية والساكنين.