166
الأستاذ الدكتور عثمان الحسنمحمد نور جامعة الملكسعود، الرياض osmannour@hotmail.com الهجرة والنزوح وانعكاساتهما على الخدمات والمرافق العامة فيالمناطق الطرفيةبمدينة الخرطوم الكبرى على الرغم من تدني نسبة سكان الحضر في السودان قبل السبعينيات، مقارنة بالعديد من الدول النامية، فان الربع الأخير من القرن العشرين بدأ يشهد تزايداًفي ،) 1 معدلات النّمو الحضري لمدينة الخرطوم الكبرى( م، 1956 ألف نسمة عام 93 التي ارتفع عدد سكانها من هلاوي، [ م 1996 ام � ع � مليون نسمة ل 4,3 إلى نحو . ويقدر عدد سكان مدينة الخرطوم الكبرى ] م 1999 حالياً بنحو سبعة ملايي نسمة. ويمثل هذا العدد نحو ربع سكان السودان، ما جعل مـــديــنــة الخـرطــــوم الكـبــــرى ذات هـيـمــنــــــة عاليــة ة الهيمنة في � ، ولا تفوقها في درج Super primate ط وشمال إفريقيا مدينة سوى � منطقة الشرق الأوس مدينة القاهرة. وتعزى الزيادة الكبيرة المتواصلة في عدد سكان مدينة الخرطوم الكبرى إلى تدفق تيارات واج النازحي، المتأثرين �� د أف � زاي � الهجرة الداخلية وت بالجفاف والتصحر والحرب الأهلية والنزاعات القبلية، الدائرةفيعدد من مناطق السودان. إضافة إلى تأثير معدلات الزيادة الطبيعية الناتجة عن ارتفاع معدلات المواليد والانخفاض النسبي في معدلات الوفيات. ويشكلهذا النمو السكانيالمتسارع وارد المخصصة ���� ات والم �� ان �� ك �� ى الإم � ل � ً ع � ي � ق � عبئاً ث ل تنظيماتها � ع � ا ج �� ى، م � ب � ك �� وم ال �� رط �� ة الخ � ن � دي � لم الهيكلية ومؤسساتها الخدمية غير قادرة علىتحقيق احتياجات السكان. و"على الرغم من أن ظاهرة التحضر ونشوء المدنفي دن في � المجتمعات النامية، قد سبقت نشوء الم المجتمعات المتقدمة من الناحية التاريخية، فان خبرات الأولى عبر العصور المتعاقبة لم تتبلور في تنظيم أو سياسة يستطيع من خلالها التكيف مع التغيرات السريعة الناتجة عن نمو المدن، ولذلك، دول النامية ستعاني من التحضر السريع، � فإن ال القطب، [ وستواجه العديد من المشكلات المعقدة . ]24 :1984 قد أدت الهجرة من الريف إلىالحضر إلىظهور مدن الأكواخ والصفيح، التي شُيّدت على أطراف المدن، وشكلت انتفاخات وأوراماً غيرطبيعية. وأصبحـت تلـك التجمعـات السكنيـة تشكــل قلقـاً لأجهزة الأمن والمشتغلي بالتخطيط العمراني وإصحاح البيئة. كما أن تلك المناطق العشوائية دن طاقات إنفاقية لا تمكن أجهزتها �� حمّلت الم رارات الملائمة لتطوير �� ق �� اذ ال � خ � ن ات � التنفيذية م دن وتحسينها، فتدهورت الخدمات الصحية � الم والتعليمية ووسائل المواصلات والمرافق العامة، كالمياه والكهرباء والطرق وغيرها. ة العمل- التي عقدتها �� قد أوضحت بحوث ورش وزارة التعاون الدولي �� مفوضية العون الإنساني ب م بالخرطوم، 2002 أيلول إلىالأول من أكتوبر 30 في بشعار ((نحو رؤيةقومية للنزوح))- أنتدفق النازحي نحو مدينة الخرطوم الكبرى أدى إلى تدهور البيئة المحيطة بالنازحي، ونقصفي الخدمات وتدهور ة الفقر والسكن � زم � ار أح � ش � ت � البيئة السكنية، وان العشوائي، وانتشار البطالة، وغير ذلك من السلبيات على الأسرة وعلىمجتمع العاصمة المثلثة. 165 العدد 66
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI2MTI5NQ==