168

12 غادرنا «الحكيم» يوسف الجاسم حينماكانيتحدثإليكلا تملكإلا الإصغاءوالتدبر فيما يتتالىمنعقلهولسانهمنمخزون الخبرة، وثباتالبصيرة مع والمتابعة دونمقاطعة، وكأنه � تتتحدث إليه يبهركبإطراقه وإرخائه الس � واب الرأيوالاتجاه، وحينما كن � وص ه لا يلغيرأيك، وكان � ؤون الحياة، وحين يختلفمعكفإن � ناً وخبرة فيش � فالجديد والمفيد ممن يصغرهس � يتلق خصامه في الحق لأنه منحاز إليه، وكان رضاه عن الصوابمع الحذر بأن موقفهسيتغير معك إن أنتحدتعنه. اء الوطنيوالأخلاقي � يبيئتهم الملأى بالنق � تغاله ف � ين، واش � تلديه الخبراتمنحدراً منجيل المؤسس � تراكم لم التعليمحتى الجامعي � رائر، تتلمذ على أيديكتاتيب الكويت الصالحين، وارتقىفيس � وعفة ونظافة الس اب، فضاعفمن تحصيله العلميليضاعفمنحصيلته فيخبرات الحياة، وتشرّبمنموازين بيتعريق � بالانتس من أسرة عريقة فيالأدبوالعلموشؤون القضاء، فاستحقخلالمسيرته الطويلة لقب(الحكيم) بجدارة، لأنه لا يفصح عن رأي دون تدبر، ولا عنموقفدون درس، ولا عن اتجاه دون تيقن. تعان � يوالاجتماعي، واس � ا الأخلاقيوالوطن � تولحمتها وعمقه � ن الكوي � ه ومواقفه ودفاعهع � يرأي � بف � صل يدورتينمتتاليتين، ويبلي � عببجدارة ف � ده الوطنيوالأخلاقيحينخاضمعاركه الانتخابية، ليمثل الش � برصي مع رفاق دربه ريادات النواببلاءحسنا فيكافة أمور الوطن، ثم يترجلعنصهوة جواد النيابةطوعاً وهو متيقن ة الخبير أدركأن رياح الأحداثتتجه نحوما لا تشتهيسفن الديمقراطية الحقة � عبفيه، إلا أنه بفراس � منثقة الش التيشاركمع أبناء جيله فيتشييدها. لازم أخاه الأكبر (محمد) كأحد رموز الحنكة والحكمة في الكويت، الذي رأسمجلسالأمة فيمرحلة كانتتحتاج إليه بلاده فيسدّة ريادة المؤسسة التشريعية، ونهلمنخبرات أخيه الأكبر الكثير، وكان يعتبره مثله الأعلى. ؤون المجالسوالأجهزة البلدية وتسلم رئاستها، وإذا كانتتلك المواقع مراتع للبعضمنضعاف � تمرسفيش ة اليدينلأجيال � اء والعفّة والنزاهة ونظاف � اً فيالنق � طّر دروس � وسالذين تداولوا عليها، إلا أن (الحكيم) س � النف د � سوالتعففوالترفّععنمفاس � ن الأداء، وكبحجماح النف � الوالقدوة فيحس � وفتذكره بالامتث � ة، س � متعاقب المال والإثراء غير المشروع، فأصبح نموذجا من نماذج (الاستقامة) الوطنية والأخلاقية والإدارية. ةمنظمة المدن العربيةحتىوفاته، وكان الممثل الوحيد لب ده دورة بعد أخرى، اعترافا وعرفاناً � دار أمان � رأسباقت منها لمصداقيته وقدراته علىحسن تمثيل وطنه وأمته فيمثلهذا الموقع. تنادا إلىالقاعدة � بة) بقرار إجماعياس � ة (ديوان المحاس � ر مهامه الكبيرة وهيرئاس � همجلسالأمة آخ � ند إلي � أس م صامدا � الة، وكانعلىنحافةعودهجبلا أش � تأجرتالقوي الأمين)، فحفظالأمانة وأدى الرس � الربانية (خير من اس ىقابل ربه بنفس � ذه فيها لومةلائم، حت � وال الحقدون أن تأخ � اد، وصدع بأق � دينورعاة الفس � يوجوه المفس � ف راضية مطمئنة. عاشلا يفارق بيوت اللهحيثما سكن واستوطن، وكان ملجأ لذوي الحاجة والمعتازين دون أن يردسائلاً منهم. رحماللهحكيما منحكماء الكويت، وصوتاً منأصواتالحكمة الذيفارقنا بعدمعاناة ومكابدةطويلةمع المرض تنحنبأمس � رامبفقده فيوق � زيكل الكويتوذويه الك � اني)، ونع � فالعدس � معبدالعزيز يوس � وم الع � (المرح م الراحل (عبدالعزيز يوسفالعدساني) � يبقىاس � الحاجة إليه، ولكنها إرادة الخالق التيلا راد أو اعتراضعليها. وس محفوراً فيذاكرة الوطن، بأفعاله ومواقفه وسيرته العطرة التيستكون نبراساً لأجيالكثيرة من بعده. وإناللهوإنا إليه راجعون. رحيل ذاكرة المدينة العربية 168 العدد

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI2MTI5NQ==