172

الوقود الأحفوري خطوة بخطوة على مدار قرنين من الزمن. والآن بات من الضروري إصلاحه بشكل شامل في غضون خمسين عاما فقط، وليس في قِلة من البلدان، بل في كل مكان، وف تكون الحكومات في احتياج � وس ع وتنفيذ � وض � دة ل � دي � ب ج � ي � ال � ى أس �� إل استراتيجيـات التنميـــة المنخفضـــة الانبعاثات. هناك أربعة أسباب تجعل الممارسات ر كافية، � ي � ادة غ � ت � ع � م � السياسية ال أولا، نظام الطاقة يتألف من أجزاء � ف ة، � ط � راب � ت � دة م �� دي �� ات ع � ي � وج � ول � ن � ك � وت فمحطات الطاقة، وخطوط الأنابيب، ل، � ق � ن � وط ال �� ط �� ري، وخ �� ح �� ب �� ل ال � ق � ن � وال ي، ��� ات الأراض �� دام �� خ �� ت �� دود، واس �� س �� وال والسكك الحديدية، والطرق السريعة، والمباني، والمركبات، والأجهزة، وغير ك الكثير، كلها عناصر تتوافق �� ذل جميعها في كُل واحد عامل. ذا النظام � ح مثل ه � ولا يمكننا إص ل خطوات تدريجية صغيرة، � من خ ادة ��� ق إع � ي � م � ع � ح ال � ل �� ب الإص � ل � ط � ت � وي ام بالكامل لضمان � ظ � ن � هندسة ال استمرار الأجزاء كافة في العمل معا بفعالية. ثانيا، تظل شكوك تكنولوجية عديدة كبيرة قائمة في يتصل بالانتقال إلى نظــام الطاقــة المنخفـــض الكربون، فهل ينبغي لنا أن نزيل الكربون من المركبات من خلال استخدام الطاقة الكهربائية المستمدة من البطاريات، أو خلايا الوقود الهيدروجيني أو أشكال ل � ة؟ وه � دم � ق � ت � م � وي ال � ي � ح � ود ال �� وق �� ال يمكننا أن نجعل محطات الطاقة التي تعمل بإحراق الفحم آمنة من خلال احتجاز الكربون وتخزينه؟ وهل تصبح الطاقة النووية مقبولة سياسيا وآمنة ومنخفضة التكلفة؟ يتعين علينا أن نخطط للاستثمارات في البحث والتطوير لحل هذه الشكوك وتحسين خياراتنا التكنولوجية. ثالثا، يتطلب تنفيذ الحلول المعقولة التعاون الدولي في مجال الطاقة، وتتلخص إحدى الحقائق الرئيسة حول الطاقة المنخفضة الكربون (تماما مثل الوقود الأحفوري) في أنها لا تقع في عموم الأمر، حيثيفترضأن تستخدمفي نهاية المطاف. وتماما كما يجبنقل الفحم والنفط والغاز لمسافات طويلة، فإن طاقة الرياح، والطاقة الشمسية، والطاقة الحرارية الأرضية، والطاقة المائية لابد أن تنقل لمسافات طويلة عبر خطوط النقل وعبر أشكال الوقود السائل الاصطناعي المصنوعة باستخدامطاقة الرياح والطاقة الشمسية. رابعا، هناك بطبيعة الحال مصالح خاصة قوية في صناعة الوقود الأحفوري تقاوم التغيير، ويتجلى هذا بوضوح في الولايات المتحدة، علىسبيل المثال، حيث ينكر الحزب الجمهوري تغير المناخ لسبب وحيد مفاده أن الحزب ممول بقوة من قِبَل صناعة النفط في الولايات المتحدة. ومن المؤكد أن هذا شكل من أشكال الفساد الفكري، إن لم يكن الفساد السياسي (أو الفساد الفكري والسياسي معا في الأرجح). وتقودنا حقيقة أن نظام الطاقة ينطوي على عدد كبير من أشكال الترابط المعقدة إلى قدر هائل من الجمود. وبالتالي فإن التحول إلى نظام طاقة منخفض الكربون سوف يتطلب قدرا كبيرا من التخطيط، وفترات تسليم طويلة، وتخصيص التمويل، والعمل المنسق بين قطاعات عديدة من الاقتصاد، بمن في ذلك منتجو ون والمستهلكون المحليون والتجاريون � وزع � م � الطاقة وال والصناعيون. ومن الممكن أن تساعد التدابير السياسية مثل فرض الضريبة على الانبعاثات الكربونية في معالجة بعض، ولكن بعضفقط، التحديات المتصلة بالتحول في مجال الطاقة. 10 وهنا تنشأ مشكلة أخرى، فإذا كانت الحكومات تخطط لفترة سنة فقط في المستقبل، كما هي الحال عادة في سياسة 15 إلى عاما، فمن المؤكد أنها 50 إلى 30 الطاقة، بدلا من فترة تتراوح بين سوف تميل إلى اتخاذ اختيارات هزيلة في ما يتصل بالنظام. على 79 172 العدد

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI2MTI5NQ==