180

20 180 المدينة العربية / العدد بناه الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك أموي في حلب: الجامع ال ص في العمارة والبناء � سي وتاريخي وذو طابع خا � معلم هند طوّر الأمويون في بلاد الشام طرازاً إنشائياً خاصاً أخذ اسمهم، وفيه ظهرت قدرة البَنّاء الأموي على تطوير العناصر الإنشائية المقتبسة، وتحويرها بشكل يتفق مع الحاجات والذوق العربي، وقدموا نتاجاً ُيّزه كل من يراه عما سبقه، حيث نتعرف من خلال المنشآت الأموية على الأسلوب الإنشائي والمادة المستعملة في بنائها. إنّ المادة السائدة في بناء المنشآت الإسلامية في العصر الأموي في بلاد الشام هي الحجارة، إذ استخدموا المداميك الحجرية المنتظمة الأشكال، كما بَرَع الأمويون في استخدام العقود المحمولة على أعمدة رخامية وأغلب العقود المستخدمة، العقود نصف الدائرية وحدوة الفرس، والمدبب والمستقيم، واستخدموا الأوتار الخشبية في ربط الأعمدة ببعضها البعض. وقد تأثرت العمارة الأموية بالعمارة السورية عن طريق استخدام المهندسين والعمال السوريين الذين برعوا في ميدان البِناء والإنشاء، وتجلى ذلك في بناء مساجدهم كالمسجد الأموي في مدينة دمشق والمسجد الأموي الكبير في مدينة حلب. يعتبر المسجد الأموي بحلب من أحد أهم المعالم الأثرية في مدينة حلب القديمة، إذ تم بناؤه في القرن الثاني الهجري في عهد الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك، ولا يكاد يُذكر المسجد الأموي في دمشق إلا ويُذكر شقيقه الجامع الأصغر في حلب نظراً لأهمية هذا الصرح الكبير. هو جامع زكريا نسبة للنبي زكريا والد يحيى عليهما السلام, أقام الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك في العالم، حيث سطا العباسيون على هذا الجامع ونقلوا رخامه وفسيفسائه إلى جامع الأنبار قرب م)، أحرقه نقفور فوقاس ملك 962( بغداد، وفي عام الروم وأصلحه سيف الدولة الحمداني، كما أحرقه م) مع الأسواق المجاورة 1169( الاسماعيليون عام له، وأعاد بناءه نور الدين الزنكي، كما أحرقه التتار م)، وأعاد المماليك إكمال 1260( بقيادة هولاكو عام م)، وتضم قبليّة الجامع الأموي 1285( بناءه عام رفاة النبي زكريا والد النبي يحيى المدفون في الجامع الجامع الأموي الكبير في حلب على حديقة الكنيسة التي بنتها هيلانة والــدة الامـ اطـور قسطنطين امبراطور بيزنطة والمعروفة الآن المدرسة الحلوية, وتألق في بنائه ليضاهي الجامع الأموي في دمشق الذي بناه أخوه الوليد. ـ مقدمة: 1 يعتبر الجامع الأمـوي في حلب من أقدم المساجد أبحاث الدكتورة المهندسة وفاء النعسان: أستاذ ورئيس قسم تاريخ العلوم التطبيقية وعلم الآثار، معهد التراث العلمي العربي، جامعة حلب