180

24 180 المدينة العربية / العدد بالباحة في أعلى الجدران وعلى أطرافها الأربعة وامتدادها ظلّة حجرية برزت إلى مسافة متر تقوم على حوامل حجرية، ويرتفع من فوق الظلّة ُّافات حجرية، وبعض أجزاء الظلّة وال ُّافات تعود إلى العهد العثماني، والظلّة وال ُّافات بطريقة تشكيلها ساد استعمالها في العهود المملوكية، مثالنا على ذلك جامع الأطروش. د ـ المئذنة: تعود مئذنة الجامع الكبير إلى العصور الإسلامية الأولى م)، وتقع في الزاوية الشمالية 1089/ هــــ 482( عام الغربية من الصحن. وتتألف من خمسة أدوار فوق السطح، يَفصل كل دور عن الذي يليه إفريز بارز، تحته شريط كتابي، وقد حُلّيت الأدوار الثاني والرابع والخامس بأقواس ثلاثية الفصوص وكثيرة الفصوص، تعلو الشرفة الـدور الخامس ويستند بروزها إلى مقرنصات ويتوسطها الجَوْسَق، ويحيط بالشرفة درابزين معدني، وتغطيها مِظلّة خشبية، كما هو مبين .)2( في الشكل والمئذنة من أقدم المنشآت الماثلة الباقية من مباني الجامع، فهي صارعت الزمن خلال تسعة قرون لأنّ البِناء الأول الذي أقامه الخليفة الأمـوي سليمان بن عبد الملك بن مروان، اختفت معالمه بما اقتلعه العباسيون، وما لَحِقَ به من نكبات وحرائق، أُقيمت هذه المئذنة بديل سابقة لها كانت في غير هذه البقعة، إذ وجدت على هامش مخطوطة «كنوز عبارة نصها: 12 الذهب في تاريخ حلب» لأبي ذر «أقول وقد كانت المنارة الأصلية في الحائط الغربي ملاصقة لحائط القبلية الشمالي الملاصق للصحن، ، ولعل هذه الحاشية دونت 28 أبو ذر، كنوز الذهب، وجه الورقة 12 من قبل مقتني المخطوطة الذين يُدَون العديد من التعليقات، كما تبين من الخط الذي يغاير خط المخطوطة. ونخلص من هذا النص إلى أنّ البِناء تَمّ وفق التواريخ التالية: أساس المئذنة: تَمّ في أيام سابق محمود بن صالح ) م. 1079 1075-(/ )هـ 472-468( المرداسي بين عامي ـ البِناء التالي للمئذنة تَمّ على مرحلتين: م)، أيام قُسَيّم 1087/ هــ 479( أولاهـ : منذ سنة الدولة آق سُنقر. م)، عهد السلطان 1092/ هـ 485( ثانيهما: منذ سنة تَتَش حتى ما قبل مقتل قُسَيّم الدولة آق سُنْقُر من م)، لأن المئذنة 1094 / هـ 487( قبله بعد أسره سنة اكّتملت في أيامه أما الذي أشادها فهو فنان معمار .14 من َمين لقد ذكر كثير من الباحثين والمؤرخين ـ نذكر منهم محمد أسعد طلس في كتابه الآثـــار الإسلامية إلى أن باني المئذنة هو حسن 15 والتاريخية في حلب بن معاذ الساماني. ونخلص من دراسة حول بِناء المئذنة وطرازها وتاريخ بِنائها بأن المئذنة بُنِيَت وفق الطراز الأمـوي، لأن الطراز الأيوبي هو استمرار للطراز الأموي ونؤكد على هـ 483( ذلك بالنص الكتابي المنقوش عليها في سنة م)، أي قبل مئة سنة من العهد الأيوبي، كما أن 1091/ باني المئذنة هو حسن بن مُفرج السرماني. كما يؤكد ذلك الدكتور عبد القادر ريحاوي في كتابه .16» «العمارة العربية الإسلامية َمين: بلدة مشهورة ترتبط إدارياً بمحافظة إدلب، تبعد عن 14 / كم. 56/ حلب .43 طلس محمد أسعد، الآثار الإسلامية والتاريخية في حلب ص 15 .104 ريحاوي، عبد القادر، العمارة العربية الإسلامية ص 16 م) شوهد بابها 1757/ هـ 1170( وحين رُمّ الجامع سنة ورسمها من أعلى السطح». طُوّقَت المئذنة بأربعة أدوار من الكتابة الكوفية المورقة، يتوسط المنطقة الوسطى من المئذنة شريط أحاط بها بكتابته الثُلُثية تحمل زخـارف نباتية، والمئذنة مربعة المسقط شأن مآذن العهد الأموي امتدت حتى أواخر العهد الأيوبي. طـول ضلع المئذنة ثابت من الأسفل إلى الأعلى )متراً حتى أرضية 45( /متراً، وارتفاعها 4.95/ ويساوي )، يَصْعَد إليها 6( شرفة الآذان كما هو مبين في الصورة /درجة، والمئذنة مبنية بالحجارة من 174/ المؤذن عبر الأسفل إلى الأعلى، ورُبِطَت حجارة المئذنة ببعضها بكلاليب حديدية وثُبِتَتْ بالرصاص المصهور، لذلك / سنة إلى 935/ مازالت قائمة منذ أن بُنيّت قبل حوالي الآن لم يطرأ عليها أي تهدم أو تجديد برغم ما أصاب حلب من زلازل وحروب ومصائب ومحن. تذكر الراوية أنه ُِعَ في تجديد بِنائها في عهد السلطان م)، وتمّ 1089/ هــ 482( السلجوقي (ملكشاه) سنة م). والنصوص الكتابية 1090/ هـ 483( البناء في سنة تأخذ بأضلاعها الأربعة في طبقاتها الخمس. أورد ابن الشحنة نقلاً عن ابن أبي طي النجار الحلبي في تاريخه قوله: « أُسّسَت العِمارة في هذه المَنارة في زمن سابق محمود بن صالح على يد القاضي ابن الحسن ابن الخشاب، وكان الذي عمرها رجل من َمين، وأنّه بَلَغَ بأساسها إلى الماء وعَقَدَ حِجارتها بكلاليب الحديد والرصاص .13» وأ َّها في أيام قُسَيّم الدولة آق سُنقر .67 ابن الشحنة، الدر المنتخب في تاريخ مملكة حلب ص 13

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI2MTI5NQ==