180
66 180 المدينة العربية / العدد الطريق. وعن نتائج هذه الدراسة قال الدكتور الراشد: «عُثر على عدد من أحجار المسافة (الأميال المكتوبة)، التي تحدد المسافات بقياس وحدات (البريد) و(الميل) و(الفرسخ). وعثر على شواهد أثرية توضح إصلاحات الخليفة المهدي العباسي وأعمال الصيانة والتجديد التي جرت في عهد الخليفة المقتدر بالله. وتشكل الأعلام التي لا تزال آثارها باقية، دلالة واضحة على تحديد مسار الطريق وفروعها». ويضيف: «بنيت الأعلام بالحجارة على شكل أبراج دائرية في معظمها. ترتفع على سطح الأرض نحو ثلاثة أمتار، والمسافة كم تقريباً)، 2( بين العلم والآخر محددة بنحو الميل وفي بعض الأماكن تقترب الأعلام بعضها من بعض، كم تقريباً)، كما أنّ الأعلام تزداد 1( نحو نصف الميل بالقرب من المحطات الرئيسية التي تتجمع فيها الطرق أو تتفرع إلى جهات أخرى، أو بالقرب من مواضع الآبار والبرك. ويمكن مشاهدة عشرات الأعلام على امتداد الطريق وقد تساقط البعض منها على أشكال أكوام حجرية. وكشفت الدراسات وأعمال المسوحات والحفريات والخزفية والزجاجية، والأدوات المعدنية والحجرية والمسكوكات، وتتوافق المكتشفات مع المعلومات التي أوردتها المصادر التاريخية والجغرافية وكتابات الرحالة المسلمين، عن هذه المدينة التي كانت من أقدم المدن الإسلامية في قلب الجزيرة العربية، وكانت تشكل أيضاً محطة رئيسية في منتصف طريق «درب زبيدة» بين الكوفة ومكة المكرمة. أجريت في موقع «الربذة» الأثري، حفريات أثرية سنة، كشفت التنقيبات 20 شاملة استمرت لأكثر من الأثرية في الموقع عن المسجد الجامع ومسجد المدينة السكنية، ووحدات بنائية للمنازل الكبيرة والقصور، وأسواق ومواقع للتصنيع ومخازن وأحواض وخزانات المياه الأرضية. وتشكل المكتشفات الأثرية في الربذة من القطع والأواني الخزفية والفخارية والزجاجية والمعدنية والحلي وأدوات الزينة والمسكوكات والنقوش، مصدراً مهماً للدارسين والباحثين؛ لكون الربذة واحدة من المدن المبكرة في الإسلام، وكانت بالإضافة لكونها مدينة الأثرية، عن أنماط من القصور والتحصينات والمنازل والمساكن والمساجد في عدد من المواقع الأثرية التي كانت محطات رئيسية على الطريق. وكانت هذه المواقع عبارة عن مدن وقـرى تخدم سكان تلك المناطق وقوافل الحجاج والتجارة والمسافرين، حيث توفّر لهم ما يحتاجونه من مأكل ومشرب وملبس وأعلاف للدواب، وكثير منها كانت تشكل أسواقاً عامرة بالمنتجات الزراعية والحيوانية والصناعات المتنوعة. أشهر المواقع ومن أشهر المواقع الأثرية التي كانت تمثل مدناً ومحطات رئيسية كبيرة: زبالة والثعلبية وفيد وسميراء والنقرة والربذة ومعدن بني سليم. وأثمرت الكشوفات الأثرية في مدينة فيد التاريخية عن شبكة متطورة من الآبار والعيون والقنوات والبرك. وفيها مظاهر معمارية متنوعة تتركز في تشييد القصور المحصنة والمنازل والدور والمساجد والطرقات لمدينة عربية كبيرة الحجم. وكُشف عن أنمـاط متنوعة من المعثورات واللقى الأثرية ل ـ واني الفخارية مكتشفات أثرية
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI2MTI5NQ==