180

74 180 المدينة العربية / العدد كما أدت زيادة الإجهاد المائي إلى ارتفاع تكاليف مشاريع توليد الطاقة الحالية، مما قد يعرض سلامتها للخطر، فقد أدى الجفاف الذي شهدته الألفية في أستراليا، ، إلى 2012 والذي استمر من أواخر التسعينيات حتى تقويض إنتاج الطاقة، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار. ومع نقص الطاقة عادة ما يكون أشد في المناطق المجهدة بالماء، ما الدول المتأثرة؟ بداية، يجب أن ندرك أن الطاقة «النظيفة» من حيث الكربون يمكن أن تكون «قذرة» من منظور الموارد المائية. على سبيل المثال يتطلب الفحم «النظيف» الذي يشتمل على تخزين الكربون، إلى جانب الطاقة النووية، في أعلى مستوى من كثافة المياه. مثل هذه التقنيات حاليا مقيَد بضعف الكفاءة وارتفاع التكاليف). كما ينبغي أن تكون محطات توليد الطاقة موجودة في أماكن لا تعتمد فيها على موارد المياه العذبة، بل على المياه المالحة أو المتدهورة أو المستصلحة، ففي آسيا، التي تقود العالم الآن من حيث إضافة الطاقة النووية، تقع معظم المصانع الجديدة على طول الخطوط الساحلية، بحيث يمكن لهذه المرافق العطشى أن تستقطب المزيد من مياه البحر. ومع ذلك، هناك مخاطر كبيرة، فارتفاع مستويات البحار، نتيجة لتغير المناخ، يمكن أن يشكل تهديداً أقـوى بكثير من الكوارث الطبيعية، مثل كارثة بعض مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الحرارية الشمسية والطاقة الحرارية الأرضية، هي أيضا ذات كثافة مائية عالية، وعلى النقيض من ذلك لا تحتاج الطاقة الشمسية الفولطاضوئية وطاقة الرياح- وهما تكنولوجيتان متجددتان تكتسبان قوة السحب على مستوى العالم- إلى الماء للقيام بعملياتهما الطبيعية، وبالتالي ينبغي أن يكون تشجيع تطوير هذه المصادر أولوية عالية. لكن نوع الطاقة المستخدمة ليس المشكلة الوحيدة، فمن المهم أيضا اختيار الأنواع الصحيحة من النباتات في مرحلة التخطيط، ويمكن لتقنيات التبريد البديلة لتوليد الطاقة، بما في ذلك التبريد الجاف أو الهجين، أن تقلل من استهلاك المياه (على الرغم من أن استخدام

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI2MTI5NQ==