180
82 180 المدينة العربية / العدد وإلى جانب التكاليف البشرية، تتسبب الأمراض المرتبطة بالتلوث في إحداث خسائر في الإنتاجية تقلل من الناتج المحلي الإجمالي في الدول النامية بنسبة قد من الإنفاق 1.7% سنويا. وهي تمثل 2% تصل إلى على الرعاية الصحية في الدول ذات الدخل المرتفع، في الدول ذات الدخل المنخفض 7% وقد تصل إلى والمتوسط. وتبلغ خسائر الرفاهية الاجتماعية الناجمة عن تريليونات دولار أميركي سنويا، أي 4.6 التلوث نحو من الناتج الاقتصادي العالمي. ولا يشمل هذا 6.2% التكاليف الباهظة المترتبة على تغير المناخ، والذي كان إحراق الوقود الأحفوري الشديد التلويث هو المساهم الرئيسي في إحداثه. وعلى الرغم من هذه الخسائر، فإن من المتوقع أن تزداد المشكلة سوءا على سوء. ففي غياب التدخل القوي، قد تزيد الوفيات الناجمة عن تلوث الهواء .2050 بحلول عام 50% المحيط فقط بنحو ويشكل التلوث الكيميائي تحديا آخر متناميا، مع ألف مركب كيميائي جديد 140 اختراع ما يقدر بنحو ، لم يخضع إلا قِلة قليلة منها لاختبار 1950 منذ عام سلامتها أو سميتها. ويُعَد الأطفال الرضع والصغار أكثر عُرضة لخطر التلوث الكيميائي. إن التلوث ليس «شرا لا بد منه»، ومن المحتم أن يصاحب التنمية الاقتصادية. فبالاستعانة بنهج قائم على القيادة الرشيدة وتوفير الموارد والبيانات الجيدة الصياغة، يصبح من الممكن الحد من التلوث. وقد جرى بالفعل وضع إستراتيجيات قابلة للتطبيق، واختبارها ميدانيا، وإثبات فعاليتها في الدول ذات الدخل المرتفع والمتوسط. تـوازن هذه الإستراتيجيات بين الحلول القانونية والسياسية والتكنولوجية. على سبيل المثال، بعد تبني مبدأ «الملوث يدفع»، أصبحت هذه الإستراتيجيات تشمل إلغاء الإعفاءات الضريبية وإعانات الدعم التي تحصل عليها الصناعات الملوثة. وعلاوة على ذلك، تلتزم هذه الإستراتيجيات بأهداف وجداول زمنية واضحة يجري تقييمها بشكل مستمر وتخضع لتدابير إنفاذ قوية، كما يمكن تصديرها للمدن والدول على كل مستويات الدخل في مختلف أنحاء العالم. ومن خلال التخطيط الدقيق والتطبيق الجيد التمويل لإستراتيجيات مكافحة التلوث، يصبح بوسع الدول النامية أن تتجنب أسوأ أشكال الكوارث البشرية والبيئية التي صاحبت النمو الاقتصادي في الماضي. وبات من الممكن الآن أن ننسى تماما الافتراض القديم القائل إن الدول الفقيرة يجب أن تتحمل مرحلة من التلوث والمرض على الطريق إلى الرخاء. في الدول الغنية والفقيرة على حد سواء، من شأن هذه الإستراتيجيات أن تفضي إلى نمو أكثر استدامة للناتج المحلي الإجمالي. فقد عادت إزالة الرصاص من البنزين على سبيل المثال بمليارات الدولارات على الاقتصادات في مختلف أنحاء العالم، لأن انخفاض مستوى التعرض للرصاص يعني الحد من الضعف الإدراكي وارتفاع الإنتاجية. وفي الولايات المتحدة، حقق تحسين نوعية الهواء نحو ثلاثين دولارا في مقابل كل دولار استثمر فيه، بعائد تريليون دولار على استثمار 1.5 إجمالي بلغ نحو .1970 مليار دولار منذ عام 65 بقيمة تعزيز النمو وعلى هذا، فإن الحد من التلوث يساعد في خلق فرص هائلة لتعزيز النمو الاقتصادي، في حين يعمل -وهو الأمر الأكثر أهمية- على حماية أرواح البشر وصحتهم في مختلف أنحاء العالم. وتدعو لجنة لانسيت الحكومات الوطنية والبلديات والمانحين الدوليين والمؤسسات الكبرى ومنظمات المجتمع المدني والعاملين في مجال الصحة، إلى جعل
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI2MTI5NQ==