181

66 181 المدينة العربية / العدد تســتعرض هــذه الورقــة البحثيــة أهــم المشــكلات والمخاطــر التــي تواجــه البيئــة والتــي تؤثــر ســلبا عـ صحـة الأف ـراد والكائن ـات الحي ـة بشـكل عـام كــ تــ ز ضرورة عمــل الحكومــات عــ إرســاء الآليـات القانونيـة الكفيلـة بحمايـة البيئـة لعلاقتهـا الوطيــدة بتحقيــق التنميــة المســتدامة. وفي هــذا السـياق يعت ـ المغـرب مـن البل ـدان الت ـي أدركـت أهميـة الحفـاظ عـ البيئـة ووضعـت اسـ اتيجيات لحمايتهــا وهــو مــا يجعــل مــن تجربتهــا تســتحق الدراســة والتحليــل. وعـ الرغـم مـن أن لفظ البيئـة أصبح مـن الألفاظ شـائعة الاسـتعمال في الوقـت الحـاضر، إلا أن ـه مـن الصعـب وضـع تعري ـف محـدد لهـا، ويرجـع ذل ـك إلى تبايـن مدلولهـا تبعـا لنمـط العلاقـة التـي تربـط الإنســان بهــذا الاصطــ ح، حيــث تبايــن الباحثــون والمختصـون في ـ بينه ـم في وضـع تعري ـف محـدد لاصطــ ح البيئــة يتفــق عليــه الجميــع، فتعــددت تبعـا لذلـك التعاريـف في هـذا الشـأن.فهي المحيـط المـادي الـذي يعيـش فيـه الإنسـان بمـا يشـمل مـن مـاء وهـواء وفضـاء وتربـة وكائنـات حيـة ومنشـآت شـيدها لإشـباع حاجيات ـه. كـ تعـرف البيئـة أيضـا عـ أنهـا الوسـط أو المجال المــكاني الــذي يعيــش فيــه الإنســان يتأثــر ويؤثــر فيــه، بــكل مــا يشــتمله هــذا المجــال المــكاني مــن عنـاصر ومعطيـات سـواء كانـت طبيعيـة كالصخـور ومــا تضمــه مــن معــادن ومصــادر طاقــة وتربــة ومـوارد ميـاه وعنـاصر مناخيـة مـن حـرارة وضغـط وريـاح وأمطـار ونباتـات طبيعيـة وحيوانـات بحريـة وبريــة، أو معطيــات بشريــة أســهم الإنســان في وجودهــا مــن عمــران وطــرق نقــل ومواصــ ت ومــزارع ومصانــع وســدود... الــخ تعـاني البيئـة مـن الكثـ مـن المشـاكل والتحديـات، ولكـن يمكـن إجـ ل أو حـ كل هـذه المشـاكل في نقطتـ أساسـيتين هما:التلـوث والإسـتنزاف. وع ـ الرغ ـم م ـن ازدي ـاد درج ـة الوع ـي بأهمي ـة المحافظـة عـ البيئـة إلا أن هـذه الأخـ ة شـهدت تلوثــا عاليــا لم يحــدث مــن قبــل وذلــك في جميــع عنــاصر البيئــة مــن هــواء وغــذاء وتربــة وميــاه أبحاث ستدامة: معالم � البيئة والتنمية الم آفاق التجاوز في المغرب � أزمة و ال د. رضوان العنبي باحث في القانون العام على الرغم من ازدياد درجة الوعي بأهمية المحافظة على البيئة إلا أن هذه الأخيرة شهدت تلوثا عاليا لم يحدث من قبل، وفي هذا الإطار تعالت الأصوات المنادية بضرورة المحافظة عليها وحمايتها من التدهور، وأصبحت البيئة وما يصيبها من تدهور موضوعا للدراسات والأبحاث العلمية والشغل الشاغل للباحثين والعلماء في مختلف المجالات بهدف الحد من هذا التدهور أو التقليل منه على الأقل، كما حظي موضوع البيئة بالاهتمام أيضا من قبل النظم القانونية المختلفة إن على المستوى العالمي أو على المستوى الوطني.

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI2MTI5NQ==