181

71 181 المدينة العربية / العدد الأخـ ة بسـبب التوسـع الحـ ي والتقـدم الصناعـي والتكنولوجـي والتطـور الاقتصـادي والاجتماعي. وتتنــوع النفايــات حســب طبيعتهــا إلى نفايــات غازيــة ناجمــة عــن المقذوفــات الغازيــة للمعامــل والمصانــع ووســائل النقــل، ثــم هنــاك النفايــات الســائلة التــي تنجــم عــن الأنشــطة الحضريــة الصناعيـة والمنزليـة- والتـي تعرضنـا لهـا في معـرض حديثنــا عــن تلــوث الميــاه- وهنــاك النفايــات الصلبــة التــي يمكــن تصنيفهــا حســب إنتاجهــا إلى نفايــات صلبــة منزليــة ونفايــات صلبــة صناعيــة ونفايــات طبيــة. أمـا عـن الأضرار البيئيـة والصحيـة للنفايـات بوجـه عــام فتتلخــص في كــون النفايــات الســائلة تــؤدي إلى تلــوث مجــاري الأوديــة والأنهــار والطبقــات المائيــة الجوفيــة ،مــ يــؤدي إلى انتشــار الكثــ مــن الأمــراض, كالإســهال والتيفويد....(..وبخصــوص النفايــات الغازيــة فهــي تــؤدي إلى تلــوث الهــواء مــ يســبب في انتشــار الأمــراض التنفســية , أمــا النفايــات الصلبــة بمختلــف أصنافهــا المنزليــة والصناعيــة والطبيــة فهــي لا تــؤدي إلى تدهــور البيئــة إلا عندمــا لا يتــم حســن تدبيرهــا بإعــادة اســتعمالها أو معالجتهــا، إذ أن غيــاب الوســائل والطـرق الملائمـة لمعالجـة النفايـات يـؤدي إلى أضرار كبـ ة تتجسـد في انتشـار الأمـراض والأوبئـة وتكاثـر الحـ ات الضـارة وتشـويه المناظـر الطبيعيـة. ومـ يزيـد في تعميـق الوضـع أن تلـك النفايات تسـاق إلى مطـارح عموميـة غـ مراقبـة ،حيـث يتـم التخلـص منهـا بطريقـة عشـوائية مـ يـؤدي إلى تلـوث الميـاه السـطحية وتلـوث الميـاه الجوفيـة بواسـطة تـ ب سـائل النفايـات المركـز إلى الفرشـات المائيـة الباطنيـة. الفــرع الثــاني: عوامــل اختــ ل التــوازن بــ البيئــة ومتطلبــات التنميــة إن التدهــور الشــديد للبيئــة أتى نتيجــة للتغــ ات الأساســية في أنمــاط التنميــة البشريــة في منتصــف الق ـرن التاس ـع ع ـ ، فق ـد اتسـم الع ـالم من ـذ ذل ـك الوقــت وحتــى الآن بالتغــ ات السريعــة في عــدد الســكان ونمــط الاســتهلاك وزيــادة الفجــوة بــ الفق ـراء والأغني ـاء وع ـدم الات ـزان ب ـ النم ـو وق ـدرة البيئــة عــ احتوائــه. وقــد واكــب هــذه التغــ ات تحــولات في الأنمــاط العمرانيـة ، فقـد تضخمـت العديـد مـن المـدن القائمة