181

73 181 المدينة العربية / العدد كـ ان النمـو السـكاني يسـاهم في نشـوء التصحـر ذلــك ان زيــادة الطلــب عــ الغــذاء والســكن والميــاه يفــرض اســتنزاف الأراضي الزراعيــة ســنويا التـي تدهـورت سريعـا وأصبحـت مهيئ ـة للتصحـر. وعمومــا أصبــح الوضــع البيئــي يســتدعي ضرورة وضـع الخطـط للتنميـة البشريـة والتوزيـع السـكاني بالأســلوب الامثــل وهــو الحــل الوحيــد لوقــف عشـوائية زيـادة السـكان داخـل المـدن التـي تعـاني انفج ـارا س ـكانيا هائ ـ يصحب ـه ايضـا س ـوء تقدي ـر توزيــع المــوارد الطبيعيــة بحســب حصــة الفــرد. الفقرة الثانية تشتت البنيات الإدارية تتـوزع الاختصاصـات البيئيـة في المغـرب عـ بنيـات عديــدة ومســتويات مختلفــة ذلــك ان تدخــ ت المرافــق الإداريــة لا تتجــ فقــط عــ مختلــف المســتويات الجغرافيــة والمؤسســاتية ( المركزيــة ، الجهويـة ، المحليـة) ،ولكـن تنصـب عـ مهـام جـد متنوع ـة ذات طبيع ـة سياسـية واقتصادي ـة وتقني ـة. ويرتبـط هـذا »التشـتت « في الاختصاصـات بتعـدد المجــالات التــي تهــم البيئــة وإلى اســتحالة إنشــاء مركــز وحيــد للقــرار، إذ أن العديــد مــن الإدارات تتقاســم مســؤولية إدارتهــا وحمايتهــا. وهنا يطرح التساؤل التالي: لمــن يرجــع تدبــ البيئــة في المغــرب ؟ هــل لإدارة وحيــدة أم لإدارات متعــددة ؟ أولا: هشاشة الإطار المؤسساتي المكلف بالبيئة سـار المغـرب كغـ ه مـن العديـد مـن الـدول عـ خطـى توزي ـع المهـام البيئي ـة ب ـ وزارات عدي ـدة، حيــث أنــه لم تســند إدارة البيئــة- إذا اســتثنينا إلى 1998- وإلى 1994 الفــ ة الممتــدة مــا بــ ســلطة وزاريــة تتمتــع باختصــاص عمــودي عــ غ ـرار العدي ـد م ـن ال ـوزارات الأخ ـرى الت ـي تعم ـل عــ هــذا النحــو. فــإلى غايــة اليــوم ليــس هنــاك وزارة تقنيــة مكلفــة بصفــة خاصــة بالاختصاصــات السياسـية والإداريـة التـي تمـس البيئـة ، بـل ترتبـط بـوزارات أخـرى لهـا مهـام أساسـية ورئيسـية تبقـى في إطارهــا البيئــة مهمــة ثانويــة. أضيفــت البيئــة الى الــوزارة 1972 ففــي ســنة المكلفــة بالســكنى والتعمــ والســياحة واســتمرت وهــي الســنة التــي 1977 هــذه الــوزارة إلى غايــة تــم فيهــا إعــادة تنظيمهــا وهيكلتهــا في شــكل وزارة الســكنى وإعــداد الــ اب الوطنــي. ومــن هنـا نلاحـظ اختفـاء كلمـة بيئـة في هـذه التسـمية الجدي ـدة ، ولك ـن الوصاي ـة الإداري ـة ع ـ مسـتوى التنسـيق بقيـة في أيـدي هـذه الـوزارة وبالضبـط في قسـم البيئـة التابـع لمديريـة إعـداد الـ اب الوطنـي. أطلقــت عــ هــذه الأخــ ة 1985 وفي أبريــل مديري ـة التعم ـ وإع ـداد ال ـ اب الوطن ـي والبيئ ـة ، وتحتــوي عــ قســم للبيئــة الــذي تــم ربطــه بـوزارة الداخليـة. وقـد ورثـت هـذه الأخـ ة سـلطة تنســيق العمــل الحكومــي في المجــال البيئــي ، وفي هــذا الصــدد فإنــه يعــود لهــا وضــع وتنســيق الدراســات والأعــ ل التــي مــن شــأنها ضــ ن التــوازن الإيكولوجــي للوســط الطبيعــي ومحاربــة التلـوث والانبعاثـات، كـ تهـدف إلى حماية الوسـط وتحســ الحيــاة . وتقــوم بهــذه الأنشــطة ثلاثــة مصالــح تشــكل قســم البيئــة وتتمثــل في : – مصلحـة المؤسسـات البشريـة للوقايـة ومحاربـة التلـوث وكل مـا يسـببه، – مصلحة حماية الوسط الطبيعي، – مصلحة الإعلام والعلاقات العامة. وبعــد إلغــاء وزارة البيئــة تــم ربطهــا 1998 وفي بـوزارة التعمـ والإسـكان لتحمـل اسـم وزارة البيئـة والتعمــ والإســكان. يتبــ مــ ســبق ان الإطــار المؤسســاتي يبقــى ضعيــف النســيج والبنيــات ووســائل عملــه تبقــى جــد مقلصــة وهــو مــا يحــد مــن قدرتهــا عــ تحمـل مسـؤولياتها الثقيلـة والمعقـدة التـي تمنحهـا لهــا النصــوص القانونيــة. ثانيا: وزارت عديدة للبيئة. هن ـاك العدي ـد م ـن الإدارات تتكل ـف بالمس ـؤوليات المختلفـة الت ـي ترتب ـط بحماي ـة الطبيعـة أو مراقب ـة التلـوث ،ونسـوق هنـا مثـال وزارة الفلاحـة والتنميـة القرويــة والصيــد البحــري التــي أنطهــا المــ ع صلاحيـات عديـدة في مجـال حمايـة الطبيعـة ، فهي تضـم مديريـة الميـاه والغابـات التـي تهتـم بحمايـة وإعــداد الغابــات والحدائــق الوطنيــة والمحميــات الطبيعيــة ، وللــوزارة أيضــا دور في حمايــة الأراضي ومحاربــة الإنجرافــات والتصحــر وخلــق وتحســ مســاحات رعويــة بمراقبــة ســ مة النباتــات مــن الأم ـراض ، والضب ـط الصحـي والبيطـري ، ك ـ أنه ـا تنظــم ممارســة القنــص والصيــد القــاري فتــ أس المجلـس الأعـ للقنـص وكـذا لجنـة الصيـد في الميـاه القاري ـة . ك ـ تلع ـب وزارة التجهي ـز م ـن جانبه ـا دورا مه ـ للدفــاع عــن البيئــة ، فهــي مكلفــة بالدفــاع ضــد تكاثــر أســباب التلــوث والروائــح الكريهــة وتلــوث الميــاه واحتياطــات الصحــة والأمــن التــي يجــب