181

74 181 المدينة العربية / العدد احترامهــا في الاســتغلال الصناعــي وكذلــك مراقبــة المؤسســات المنظمــة. فضـ عـن ذلـك تتوفـر وزارة التجهيـز عـ مندوبية دائمـة لتسـيير المل ـك العـام ، ولهـذا الغـرض تتمت ـع بأهليـة إعطـاء تراخيـص أخـذ الميـاه ، إقامـة معامـل اسـتغلال الميـاه وتملـك أيضـا سـلطة الإغـ ق التلقائي لمآخـذ المي ـاه المسـتعملة ب ـدون ترخي ـص مسـبق أو بطريقــة غــ عقلانيــة ، ويخضــع لوصايــة الــوزارة المكت ـب الوطن ـي لل ـ ء الصال ـح ال ـ ب ، وتشـارك في تحقيـق برنامـج التطهـ الحـ ي. وتتحمـل وزارة الصحـة العموميـة مسـؤولية أساسـية لمحارب ـة الأم ـراض المرتبطـة بتدهـور شروط الحي ـاة ونـوع البيئـة لذل ـك فهـي تهتـم بالصحـة والتطهـ ، محاربــة التلــوث ، حمايــة المــوارد ، مراقبــة الانبعاث ـات الجوي ـة والصوتي ـة خاصــة عــن طري ـق مصلحتهـا المركزيـة لحمايـة البيئـة ومحاربـة التلوث. ويمكــن ذكــر العديــد مــن الأمثلــة للتأكــد عــ أن هنــاك مجموعــة مــن الــوزارات عــ درجــات مختلفــة تشــارك بطريقــة أو بأخــرى في تنفيــذ العمـل البيئـي للحكومـة: ( وزارة الطاقـة والمعـادن وزارة الشــؤون الثقافيــة، وزارة الســياحة، وزارة الشــغل، وزارة الشــؤون الخارجيــة...( وبالإضافــة إلى ذلــك تتوفــر الإدارة المركزيــة عــ فـروع لامركزيـة ، فالعديـد مـن الـوزارات تتوفـر على مصالـح خارجيـة ( المندوبيـات ) تعمـل على مسـتوى العمالــة أو الإقليــم لهــا نظريــا أهميــة كــ ى في حمايـة البيئـة. ولكـن نـادرا مـا تتوفـر عـ وسـائل العم ـل الضروري ـة لإنجـاز مهمته ـا. وتم ـارس الجماع ـات المحلي ـة ع ـ المس ـتوى ال ـ ابي بعـض الاختصاصـات البيئيـة ، إذ تعتـ هـذه الأخيرة مختصـة في مجـالات تهـم البيئـة تتمثـل في الصحـة ، التطه ـ ، جم ـع النفاي ـات ، العم ـران ، التش ـجير ، المسـاحات الخـ اء وفي هـذا الإطـار وضعـت وزارة الداخلي ـة بتع ـاون م ـع الجماع ـات المحلي ـة سياس ـة للأغ ـراس في مجموع ـة أقالي ـم المملكـة. فضــ عــ ذلــك تلعــب مشــاتل الدولــة دورا مه ـ في مجـال المسـاحات الخـ اء ع ـ مسـتوى الجماعـات المحليـة ، وتحقيقـا لهـدا الغـرض يسـعى قســم المســاحات الخــ اء والأغــراس إلى لامركزيــة الإنت ـاج بخل ـق مشـاتل إقليمي ـة وجماعي ـة مسـ ة ومصان ـة م ـن ط ـرف الجماع ـات المحلي ـة. وباعتبـار الجهـة جماعـة محليـة فقـد أوكل القانـون المتعلــق بتنظيــم الجهــات للمجلــس 47 – 96 الجهــوي اعتــ د كل التدابــ الراميــة إلى حمايــة البيئــة. إلى جان ـب هـذه الإدارات المركزي ـة والترابي ـة يجـب إضافــة الأجهــزة العموميــة أو شــبه العموميــة وحتـى الخاصـة التـي تقـوم بأنشـطة علميـة وتقنيـة تمــس مــن قريــب أو بعيــد العديــد مــن مظاهــر تسـيير البيئ ـة ويمك ـن أن نذك ـر ع ـ س ـبيل المث ـال المكتــب الوطنــي للــ ء الصالــح للــ ب ( مراقبــة نوعيــة الميــاه ) ومركــز تنميــة الطاقــات المتجــددة ( الطاقــة النظيفــة ) ، الوكالــة الحضريــة (محاربــة التلــوث الحــ ي )، المعهــد العلمــي ( البحــث الزراعـي الحيـواني )، المعهـد العلمـي للصيـد البحري ( تقديـر الـ وة السـمكية ودراسـة التلـوث البحـري ) ، المعهــد الوطنــي للإعــداد والتعمــ ( التعمــ والبيئــة ) ، مختلــف مؤسســات التعليــم العــالي ( كليـات العلـوم ، المـدارس الغابويـة خاصـة )، بعـض المختــ ات للتحليــ ت والتجــارب. يتبــ مــ ســبق ان إدارة البيئــة بالمغــرب تفتقــر الى جه ـاز وزاري يجمـع كل البني ـات الإداري ـة الت ـي تتكلــف بتســيير البيئــة ، وأمــام هــذا التشــتت في المسـؤوليات الإداري ـة في هـذا المجـال هن ـاك خطـر أن تكـون القـرارات متناقضـة وغـ متلائمـة وبالتـالي يك ـون التنســيق شــبه مس ـتحيل. ويبقــى الســؤال مطروحــا هــو معرفــة مــا إذا كان يجـب وضـع سياسـة بيئيـة معزولـة عـن السياسـات الأخـرى (وبالتـالي منظمـة في شـكل وزارة مسـتقلة ) وفرضهــا عــ السياســات الصناعيــة والفلاحيــة والطاقويــة …أم يجــب إدمــاج البيئــة مــع كل السياسـات الأخـرى بـالإرادة المنفـردة لكل الـوزارات المسـؤولة ؟ باختصـار هـل السياسـات البيئيـة يجـب أن تك ـون مسـتقلة ع ـن السياس ـات الأخ ـرى؟ المحـور الثـاني: الحفـاظ عـ البيئـة مدخـل لتحقيق التنمية المسـتدامة لقـد أسـهم النمـو السريـع وغـ المتـوازن للتقـدم الصناعـي والتطـورات غـ المنضبطـة المصاحبـة ل ـه في تنامـي سلسـلة مـن المشـاكل ذات الطابـع البيئي، حيـث أضحـت قضايـا التدهـور البيئـي تمثـل واقعـا مؤلمــا ملازمــا للحيــاة في العــ الحديــث. ومــ لاشــك فيــه أن جــلّ هــذه المشــكلات ) التلــوث، التصحـر، الاحتبـاس الحـراري، نـذرة الميـاه...( ناتجـة عــن ســوء تســيير الإنســان للبيئــة، بحيــث لم تعــد تكت ـ صبغـة محلي ـة محـدودة، ولكنهـا تفاقمـت لتصب ـح انشـغالاً جهوي ـاً ودولي ـاً. وبسـبب تعاظـم خطـر تلـك المشـاكل مـن جهـة، وتقلـص نسـبة المـوارد عـ الأرض وإضعـاف قدرتهـا ع ـ تجدي ـد ذاته ـا م ـن جه ـة أخـرى، ف ـإن هن ـاك حاجـة ملحـة لترشـيد التعامـل الإنسـاني عـن طريـق تبنـي مـا يعـرف بالتنميـة المسـتدامة. أبحاث

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI2MTI5NQ==