181

77 181 المدينة العربية / العدد الفرع الثاني: سبل التخفيف من حدة المشاكل البيئية يتميــز الإطــار المؤسســاتي المتعلــق بالبيئة-كــ ســبق- بتعــدد الســلطات المختصــة وتشــعب مسـالك اتخـاذ الق ـرار، إلا أن هـذه الصف ـة ليسـت مقتــ ة عــ المغــرب بــل نجدهــا لــدى غالبيــة الــدول. وذلــك بالنظــر الى كــون البيئــة تضــم كل أشــكال الحيــاة وكــذا كل الأنشــطة الاقتصاديــة والاجتماعيـة والصناعيـة والثقافيـة. وعليـه لا يمكـن أن نتصــور عــ الأقــل مــن الناحيــة التطبيقيــة، إدارة تسـتأثر لوحدهـا بـكل الاختصاصـات المتعلقـة بالمجـال البيئـي. فالعمـل في هـذا المجـال لا يمكـن أن يكـون إلا مشـ كا بـ جميـع الـوزارات عـن طريـق التنســيق فيــ بينهــا وإشراك جميــع الفاعلــ الاقتصاديــ والمجتمــع المــدني. إن أحــد أهــم التطــورات المســجلة في الســنوات الأخـ ة في ميـدان التنميـة الاجتماعيـة والاقتصاديـة يكمـن في بـروز الجماعـات المحليـة كفاعـل أسـاسي ومهــم في مسلســل التغيــ والإصــ ح والتحديــث، حيــث أصبحــت للجماعــات المحليــة مكانــة بــارزة في الاقتصـاد المحـ وفي الحيـاة اليوميـة للمواطنـ . الفقـرة الاولى: الـدور المحـوري للدولـة في النهـوض بأوضـاع البيئـة بالمغـرب إن الهــدف الرئيــ الــذي يســعى إليــه المغــرب مــن إصــ ح قانــون البيئــة هــو إيجــاد إطــار قانـوني يضمـن التـوازن بـ أمريـن يظهـران أحيانـا متكامل ـ : المحافظـة عـ البيئـة بالنسـبة للأجيـال الحالي ـة والمسـتقبلية ومتابعـة التنمي ـة الاقتصادي ـة. وتبعــا لذلــك ، يجــب تحقيــق التماســك القانــوني لمجمــوع النصــوص البيئيــة الموجــودة أو التــي سـيتم خلقه ـا وكذل ـك تحقي ـق تلاؤمه ـا م ـع تطـور التكنولوجي ـا وحال ـة الأوسـاط المسـتقبلية ، ويجـب عــ الإصلاحــات أن تســمح للمغــرب بمواجهــة التزاماتــه الدوليــة بواســطة مقتضيــات قانونــه الداخــ بطريقــة تجعلــه يحــ م تعهداتــه. اولا: الحاجة الملحة إلى مدونة بيئية يعتمـد المغـرب في تدبـ لمسـألة البيئـة عـ عـددا مـن النصـوص الهامـة ، هـذه النصـوص لهـا بالتأكيد مكانتهــا في إطــار الإصــ ح القانــوني الــذي يجــب القي ـام ب ـه، ولكـن يجـب إدماجهـا في إطـار قان ـوني متماسـك، هـذا الأخـ يمكـن أن يأخـذ شـكل مدونـة حقيقيـة للبيئـة. وهـو مـا يبقـى مطلبـا ملحـا. وبـدون شـك، فـإن الغايـة الأساسـية لهـذه المدونـة تكمــن في تجنــب التناقضــات وتســهيل التكامــل بــ مختلــف النصــوص المشــتتة التــي لهــا تأثــ عــ البيئــة ) المــاء، الهــواء ، البيئــة البحريــة… (. وإيج ـاد مق ـ ب قان ـوني شـمولي ومتكام ـل لحماي ـة البيئـة. وتوفـ وسـيلة للعمـل تجمـع كل النصـوص لمختلــف الإدارات والقضــاة والمســتعملين وخاصــة الفاعلــ الاقتصاديــ . ومــن الواضــح أن الوســائل الماديــة والبشريــة التــي تتوفــر عليهــا الادارات المتدخلــة في موضــوع البيئــة تعتــ شرطــا للتطبيــق الحســن للترســانة التشريعيــة والتنظيميــة مــن خــ ل تبنــي تدابــ تحفيزيـة ،وقائيـة وعقابيـة في افـق تكريـس سـلوك إيكولوجــي. وذلــك مــن خــ ل: - اعتــ د النظــام القانــوني والمــالي المعــروف بمبــدأ «الملـوث يـؤدي» والـذي يقابلـه في الفقـه الإسـ مي «مبــدأ الغــرم بالغنــم». ومعنــاه أن مــن يقــوم بتلوي ـث البيئ ـة علي ـه أن يدف ـع تكالي ـف إصلاحه ـا، وهـو مب ـدأ يجسـد التخـ عـن مجاني ـة اسـتعمال المـوارد الطبيعيـة، وذلـك بتحميـل الملـوث تكاليـف اســتعمال تلــك المــوارد ومعالجــة الأضرار التــي

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI2MTI5NQ==