181

98 181 المدينة العربية / العدد الأخيرة للمرة الأولى على مستوى المدن، اجتمعت في مدينة تشنغدو عاصمة مقاطعة سيتشوان، وسط جمهورية الصين الشعبية، ، نحو عشرين مدينة عربية وصينية للتباحث في تعاون الجانبين على الصعيدين 2018 ) أواخر شهر تشرين الأول (أكتوبر الثقافي والسياحي، في «منتدى الثقافة والسياحة للمدن الصينية والعربية»، بتنظيم مشترك من وزارة الثقافة والسياحة الصينية، ومؤسسة مجموعة العمل الثقافي للمدن العربية، المنبثقة عن منظمة المدن العربية. ، ولكن على مستوى الحكومات، 2004 التعاون مؤسسي الطابع بين الجانبين العربي والصيني، ظهر إلى الوجود منذ العام وذلك مع الإعلان عن تأسيس منتدى التعاون العربي الصيني، والذي انتهج كما هو معروف نهج التركيز على المسائل الاقتصادية والتجارية. وبينما يتجه العالم اليوم للتسليم بأدوار المدن والحكم المحلي في توجيه مسارات التنمية وقيادة الحياة البشرية في مختلف دول العالم، كان واجباً الالتفات إلى تعاون المدن على الجانبين، من أجل الوصول بالتعاون إلى نتائج أفضل. قبل انعقاد المنتدى بيومين، التقيت في ع ّن سفير الصين لمنتدى التعاون العربي الصيني، لي شينغ ون، الذي كان يقوم بجولة شملت عدة دول عربية. قال السيد «لي» إن بناء علاقات مستقبلية بين المدن سيكون له أهمية كبرى في إنجاح مرامي منتدى التعاون، وأن المنتدى يمثل بذلك أهمية كبرى. في تشنغدو، كان الأمر كذلك فعلاً، فقد بدت أعمال المنتدى على درجة عالية من الأهمية، ابتداءً من إشارة وزير الثقافة والسياحة الصيني، لوه شو قانغ، إلى أن التعاون الصيني العربي دخل مرحلة جديدة على نحو شامل، آملاً أن تعزز المدن الصينية والعربية آليات التبادل والتعاون بينها، بحيث تبني علاقاتها الثقافية والسياحية الخاصة، مروراً بتصريح الأمين العام لمنظمة المدن العربية، أحمد حمد الصبيح، أن المنتدى سيؤسس لمرحلة جديدة من التعاون العربي الصيني، على طريق دعم برامج العمل الثقافي على مستوى المدن والبلديات العربية، والاستفادة من التجارب والخبرات الصينية في استقطاب المبدعين والخبراء في تنظيم المعارض والفعاليات الثقافية والفنية، التي من شأنها أن تحقق لمدن الجانبين مجتمعات متحضرة وعلى مستوى متقدم من المعرفة والثقافة. وفي ضوء إعلان تشنغدو، اتفقت المدن الصينية والعربية على تعزيز التعاون الثقافي والسياحي بينها في خمسة مجالات: تعميق التعاون الثقافي والسياحي في إطار مبادرة الحزام والطريق، نشر التوافق الثقافي المنفتح والمتسامح، إثراء مضمون التعاون ثقافياً وسياحياً، التركيز على التعاون بين المدن ورفع قدرة المدن التنافسية وجاذبيتها في الثقافة والسياحة، وإبداع نموذج للتعاون يعزز اندماج التنمية الثقافية والسياحية. ما يمكن التأكيد عليه في هذا السياق، أن العلاقات العربية الصينية تتوفر اليوم على أرضية أصلب من أي وقت مضى لبناء العلاقات الثنائية، وإقامة التعاون المشترك، بخاصة بعد الكلمة التاريخية التي ألقاها الرئيس الصيني شي جين بينغ في افتتاح قمة منتدى التعاون العربي الصيني خلال شهر تموز (يوليو) من العام الجاري، والتي تحدث فيها عن مسارات جديدة للعلاقات بين الصين والدول العربية، منها نقل التكنولوجيا والتعاون في مجالاتها، وهو مجال غير مسبوق للتعاون بين العرب وأي من القوى العالمية المعاصرة. لكن ما يُخشى عليه دوماً، أن تواصل العلاقات غير التجارية بين الجانبين مراوحتها في إطار المجاملات وتسجيل المواقف، من دون أن تنعكس واقعياً على الأرض. هنا، قال لي السفير، سيكون دور المدن مختلفاً عن دور الحكومات، ما دامت مؤسساتٍ للحكم المحلي في ما يمس معايش الناس وحيواتهم اليومية. ليس غريباً إذن أن منظمة الأمم المتحدة اعتبرت ، أن العالم اليوم هو عالم المدن. 2030 إبان صياغتها خطتها للتنمية المستدامة في المدن حسنٌ إذن، ربما تغير المدن نظرتنا وفهمنا للعلاقات الدولية ومناهجها ومراميها، وتكون أكثر عملية وجدوى وإثماراً. سامر خير احمد المدن العربية والصينية

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI2MTI5NQ==