185

98 185 المدينة العربية / العدد الأخيرة إن � ، سنوات � ضعة � ؤون الثقافية في بلدية ميونخ، خلال زيارتي المدينة قبل ب � ش � ؤول ال � س � قال لي م صم الثقافة العربية واحتفالياتها، � ميونخ تُعتبر «مدينة ثقافية». ذكّرتني مقولته تلك بجهود عوا إلى حد كبي. � ألمانية والعربية مختلف إن المعنى في الحالتين ا � وبالطبع ف أمر ملحوظ حقاً، � س، وهو � أن تكون الثقافة جزءاً من حياة النا � ،» في ميونخ، تعني «مدينة الثقافة آخرها، بما في ذلك فعاليات الهواة وغي � سارح الفعاليات الثقافية عن � إذ تمتلئ قاعات وم � ضور الفعاليات � س هناك يتعاطون مع ح � س مجانياً. النا � إليها لي � أن الدخول � المحترفين، برغم أن � ، أهل ميونخ � ألمان عن سلية، والمعروف بين ا � أو ت � ً س ترفا � ضرورة حياة، ولي � الثقافية باعتبارها س معين لكل نوع منها. � ضور الفعاليات، بما في ذلك اتخاذ لبا � سهم في ح � لهم طقو سبيل المثال، � ضّر لمجتمع المدينة. على � صل حتماً عن الواقع المتح � إيجابي مع ، لا ينف هذا التعاطي ا ساً. المطار لم يكن كذلك، � إلا هم � سمع فيه � أ � إذ لم � ، أو يكاد � أنه فارغ � ، صلت مطار ميونخ � ظننت حين و س � إلا نادراً. ولي � ، سواق والمقاهي � أ أمر ملحوظ حتى في ا � صوتها، وهو � أن ترفع � س لم تعتد � لكن النا شارة الحمراء � إ إلى احترام النظام العام في الوقوف بالطابور، والوقوف على ا � شارة � إ ثمة داعٍ ل ستثنائي من � أن ثمة اعتزاز ا � إلا � ، أخرى � شياء موجودة في مدن � أ أن مثل هذه ا � شاة، وبرغم � للم أحد، حيث لا أيام ا � شوارع الفرعية في � شارة الحمراء، حتى في ال � إ أنهم يقفون على ا � أهل ميونخ ب � ضمي الحي. � إلا وخز ال � ، سيب � أزمة ولا رقيب ولا ح � سيارات ولا مرور ولا � أهلها على التعاطي اليومي مع � شجيع � صم الثقافة، ت � في عالمنا العربي، يكون المعني من مدن وعوا ضورها، لعل � إعلام عليها، وجذبهم من ثم لح ضوء ا � سليط � الثقافة، من خلال زيادة فعالياتها، وت إن مدن الثقافة العربية، هي مدن «طامحة» � ري جزءاً من يومياتهم. بهذا المعنى، ف � الثقافة ت ساً للثقافة فعلاً. � شهد دوراً ملمو � ست مدناً ت � سكانها، ولي � لتطوير دور الثقافة في حياة شاريع العربية في � أن ندرك وجاهة الم � ً ضارية بين الحالتين، يكون منطقيا � إذا لاحظنا الفوارق الح � ضوعياً، � ضارية مو � ضتها الح � أنجزت نه � ضرورتها. فالمجتمعات الغربية � صم ومدن الثقافة، و � عوا أما في عالمنا العربي، فثمة � ،) شري � صعيد الب � سي (على ال � سا � أ � ولم يعد للثقافة فيها دور تنموي ض � سية لتهيئة ظروف النهو � سا � أ � شك مهمة � ريي» ما يزال مناطاً بالثقافة، وهو من دون � دور «تح ضاري. � الح سلوك � أثرها في تطوير � ري فيها الثقافة جزءاً من الحياة اليومية، فيكون لها � إلى نقطة ت � صول � الو ضبط «خطة التنمية» الواقعية للعمل الثقافي. لكن الواقعية � ضها، هو بال � إنها � المجتمعات ومن ثم إنما يتعلق بخلق مفاهيم جديدة � أنه سبياً، � أمر يحتاج وقتاً طويلاً ن أن ا � سليم ب � ضاً الت � أي � ضي � تقت سات حياتية مختلفة. � إلى ممار � تجاه الثقافة، تقود سات � أجيال الجديدة، و«تربيتها» على تلك الممار ضرورياً توجيه كثي من الجهود ل � من هنا، يبدو سلوكيات مختلفة عن � س مفاهيم و � أي غر � ،» صار «التنمية عن طريق التربية � إنها باخت � . الجديدة أثر تنموي لتلك � شباب، بما يمهد لترك � أطفال وال شاط الثقافي، بين ا � سائدة تجاه الن � هذه ال سلوكيات والعلاقات في المجتمع. � الثقافة في ال سامر خير أحمد مدير عام مؤسسة مجموعة العمل الثقافي للمدن العربية التنمية عن طريق التربية

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI2MTI5NQ==