187

97 187 المدينة العربية / العدد الأخيرة سات � س � ؤ � شهده عالمنا اليوم، مع تغريّات كثيرة في المفاهيم والبنى والم � صال الذي ي � سائل الت � يترافق التطوّر الهائل في و ستخدام � صلة- با � في المح – الذي يُعنى ” العمل الثقافي “ شكال، في حقول ومجالت عديدة، ومن ذلك � أ صيغ وال � وال صلاً بين منتجي تلك المنتجات (الكُتّاب، الفنانون،..) � أدب، ويبني من خلالها توا � المنتجات الثقافية من فنون وفكر و أفراد المجتمعات. � ومتلقيها من أ التلقين (تماماً كالتعليم القائم على التلقين)، لم تعد تلقى رواجاً � أدوات القديمة القائمة على مبد أن ال � صل � والحا ض � سرحية والمعار � ض الم � ضرات والعرو � صية والندوات والمحا � ص � شعرية والق � سيات ال � أم شهد ذلك في ال � س. ن � بين النا ستثنائي، محدد ومحدود � سبب ما ا � ستثناءً ل � ضها ا � ضر بع � ضور معظمها، ويح � ستنكف الجمهور عن ح � الفنية، التي ي صية يتمتع بها � صو � ستثنائية خ � أو ل � ، صدقاء والمعارف � أ أو من باب المجاملة بين ال � ، ص وقتها � ؤقت، كوجود حدث خا � وم أية حال. � أمر نادر على � أو الفنان، وذلك � ضر � المحا أيه � صار كل فرد قادراً على الكتابة والتعبير عن ر � أحد، لما � لقد فقد الكُتّاب والفنانون منابرهم التي ل يقترب منها ؤلء � صوّراً فناناً بفعل كاميرا تلفونه المحمول. ل بل بات ه � صار كل واحد م � صل الجتماعي، ولما � على مواقع التوا س تقريباً، غير عابئين بمعظم الكُتّاب والفنانين المعترف بهم من هيئات � ضيون، وهم كل النا � الكُتّاب والفنانون الفترا صيتهم القديمة. � صو � أن فقدوا خ � إليهم، بعد � ستماع � إذ بات طبيعياً نقدهم وعدم ال � ، واتحادات وروابط ثقافية وفنية أولئك الكُتّاب والفنانين التقليديين، لم يلتقطوا بعد هذا التغيير الهائل، وما زالوا يلقون اللوم � أن كثيرين من � غير سفون � أ � شكل الذي يت � أن ال � شيء! والحال � شبهها � أي منابرهم التي ل ي � ؛ هنا وهناك على فقدانهم ميزتهم الكبرى أو � ض فني � أو معر � أدبية � سية � أم � أو � ضرة � أفكاره على الجمهور، من خلال محا � أن يُلقي المثقف � عليه، والقائم على أن يحل � ً ضروريا � ضي، وبات � شيئاً من الما � صار � ،ً صفقاً ومنبهرا � أفكار م ستقبل الجمهور تلك ال � مجلة ثقافية ورقيّة، في صحابها المتميزين من كُتّاب وفنانين ومفكرين، ويُعفي � أ � آخر يُبقي على قيمة المنتجات الثقافية المتميزة، و � شكل � محله صة والرواية والفنون في � شعر والق � صل ال � إلى مفا � سربوا � أدعياء الذين ت ساحة الثقافية من ذلك الكم الهائل من ال � ال ستفيدين من الرتباك الكبير الذي وقع فيه � صرة من منابر، وم � صل المعا � سائل التوا � ستغلين ما وفرته و � كافة حقولها، م إيجابية. � شلوا في التقاط ذلك التغريّ التاريخي الكبير، والتعامل معه ب � الكُتّاب والفنانون الحقيقيون حين ف إنتاج المنتجات � س في � شارك فيه كل النا � أي الواقع الذي ي � ، شتق من الواقع الجديد �ُ أن ت � أدوات الجديدة ل بد ال سلوكه اليومي � أي ب � ، أي مجتمع � الثقافية. ولما كان المغزى النهائي للتنمية الثقافية، الرتقاء بمنظومة القيم في أدبية والفكرية، ؤدي تطور الذائقة الفنية وال � أحداث، في � شارك فيها من � أفعاله على ما يجري حوله وي � وطبيعة ردود سهم في دفع المجتمع � أدواتها، المادية والمعنوية، ما ي � إلى القوة و � ساب الحتكام � س بالجمال على ح � سا � إح إلى تقدّم ال � شريعة الغاب � آخر المختلف والمخالف وللواجبات، وبعيداً عن قدماً باتجاه المدنية، بما فيها من احترام للقانون ول . ” ضعيف � أكل ال � القوي ي “ شهير � وقانونها ال صل المُنتَج الثقافي ومُنتِجه، مع جهور � صلية والتفاعلية، وفيها يتوا � أن تغادر التلقينية، نحو التوا � أدوات الجديدة ل بد ال صاحبه � أن يذهب المُنتج الثقافي و � ضل � أف أو تدريب عملي. وال � أو حوار � ش � شرة في نقا � المتلقين، الذين يتفاعلون معه مبا إليه في القاعات المغلقة. � ضور الجمهور � أن ينتظر ح � ساحات العامة، ل � س، في ال � إلى النا � أي التلقينيّة، لم � ، أدوات القديمة أن ال � شكالها الجديدة، ذلك � أ � أدوات و إلى هذه ال � المدن العربية مدعوة اليوم للانتقال سات ما تزال تدافع � س � ؤ � شابه)، بل كذلك في م � سيات وما � أم � ؤتمرات و � سب (ندوات وم � شكال ثقافية وح � أ � تكن تتمثل في سي على الحكومات � سا � أ � شكل � أخرى، مُلقية اللوم ب � إليها من جهة، وتلعن الواقع الجديد من جهة � عنها: تُعلن حنينها صحابه � أ � أنها ل تنفق عليه وعلى � أحد، بمعنى � شكل القديم التقليدي الذي لم يعد يريده � ال ” ل تدعم “ أجهزتها كونها � و إنفاق عليه، بينما هو صل ال � شكل الثقافي القديم ما يزال موجوداً في الدول التي توا � أن ال � من المال العام. هكذا تجد شكل القديم لم يعد قادراً � أن ال سّر ول يكفي، ل � إل ما تي � صرف عليه � إلى الندثار في الدول التي لم تعد ت � في طريقه إبقاء على وجوده. ستمرار وحده وال � على ال صيغ التلقينيّة، بما � صلون اعتبار ال � ستوعبوا الظروف الجديدة للعمل الثقافي، يوا � أن الذين لم ي � ، ما تجدر ملاحظته ضي الجميل، � شون في وهم الما � أفراد يعي � سات ثقافية، بل ومثقفين � س � ؤ � أدوات ثقافية، ومنتجات ثقافية، وم � تحتويه من سجم مع حاجة المجتمعات لوجودهم � سهم بما ين � أنف � أن ينتبهوا لما تغريّ فيغيروا من � ، وبدل ” الثقافة “ هي وحدها سهم من عناء � أنف � إراحة � صة، و � إلقاء اللوم على جهات الدعم والتمويل الحكومية والخا � سهلوا � ست � ؤثرين، ا � فاعلين وم ستوجبه من جهد فكري وتحليلي وعملي. � التعامل مع التغيير بما ي أدواتجديدة للزمن الجديد سامر خير أحمد

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI2MTI5NQ==