احتفالية يوم المدينة العربية
15 مارس 2025
" مدن مرنة قادرة على الصمود "
تهدي الأمانة العامة لمنظمة المدن العربية أطيب تحياتها وتتقدم لأصحاب المعالي والسعادة أمناء العواصم ورؤساء البلديات ومجالس الحكم المحلي في مدننا العربية الأعضاء في منظمة المدن العربية بأصدق التهاني بمناسبة احتفالية يوم المدينة العربية الموافق 15 مارس/ آذار 2025 والتي تجتمع مع ذكرى تأسيس منظمتنا العتيدة في عام 1967 في دولة الكويت ( دولة المقر) .
في احتفالية يوم المدينة العربية هذا العام نحمل شعار (مدن مرنة قادرة على الصمود) حيث أجمع على اختياره السادة أعضاء المجلس التنفيذي لمنظمة المدن العربية في الدورة الثانية والستون - المنعقدة في مدينة طنجة بالمملكة المغربية - ، ويأتي هذا الشعار من واقع إدراك وإيمان تام بأن المدن تمثل مستقبل الحياة العالمية ، إذ بلغ عدد سكان العالم 8 مليارات نسمة في عام 2022 يعيش نصفهم في المناطق الحضرية ، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم ليعيش 70 في المائة من الناس في المدن بحلول عام 2050.
ويعيش حوالي 1.1 مليار شخص حاليًا في أحياء فقيرة أو في المدن في ظروف تشبه ظروف الأحياء الفقيرة، ومن المتوقع أن يزيد عددهم عن 2 مليار شخص في الثلاثين عامًا القادمة. ومع ذلك فإن العديد من هذه المدن غير جاهزة لهذا التوسع الحضري السريع الذي فاق وتيرة تطوير الإسكان والبنية التحتية والخدمات، مما أدى إلى ارتفاع الأحياء الفقيرة أو الظروف الشبيهة بظروف الأحياء الفقيرة.
وفي ظل تزايد التحديات العالمية، مثل( تغير المناخ ، الكوارث الطبيعية ،الزحف العمراني ،الأزمات الصحية، والأضرار الناتجة عن الحروب ) أصبحت الحاجة إلى جعل المدن مرنة و قادرة على الصمود أكثر إلحاحًا ، حيث أن المدن المرنة تعتمد على التخطيط الحضري المستدام، والبنية التحتية القوية، و التنوع اقتصادي، وإشراك المجتمع ، والتكنولوجيا الذكية وهو ما يعزز من مرونتها وقدرتها على التكيف والصمود مع التغيرات البيئية والاقتصادية والاجتماعية، والاستجابة للكوارث الطبيعية والأزمات بطريقة تقلل من الأضرار وتسرّع عملية التعافي مما يضمن خلق بيئة آمنة ومستدامة تمكن من استمرار الحياة الطبيعية حتى في ظل الأزمات.
وكأحد الاستجابات الممكنة لتعزيز مرونة المدن وقدرتها على الصمود ، أُعلن في ديسمبر 2021 في عمان، الأردن، عن “الإعلان الوزاري نحو مدن مرنة قادرة على الصمود”، الذي يهدف إلى تعزيز الإسكان والتنمية الحضرية المستدامة في المنطقة العربية ، ويُركز الإعلان على تنفيذ الأجندة الحضرية الجديدة والتصدي للتحديات المرتبطة بتغير المناخ والكوارث الطبيعية.
كما أطلق مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث (UNDRRمبادرة "جعل المدن قادرة على الصمود 2030" وتُعد هذه المبادرة إطارًا عالميًا يهدف إلى ضمان أن تصبح المدن شاملة وآمنة ومرنة ومستدامة بحلول عام 2030. تركز المبادرة على تحسين المرونة المحلية من خلال المناصرة وتبادل المعرفة والخبرات، وإنشاء شبكات تعليمية بين المدن، وتعزيز الشراكات بين مختلف الجهات المعنية.
وفي إطار مختلف تميز بالسبق والشمولية عملت منظمة المدن العربية منذ البداية على تركيز أهدافها وتشكيل كيانها ليكون سنداً قوياً للمدن العربية ويساعدها على تحقيق المرونة والقدرة على الصمود حيث شكلت المنظمة على مدار مسيرتها أذرع فنية متنوعة من حيث التخصص والتوزيع الجغرافي لذلك سوف تجد المدن العربية في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية المعهد العربي لإنماء المدن وهو جهاز منظمة المدن العربية المعني في مجالات التدريب والأبحاث والاستشارات وبرامج التخطيط الحضري ، وفي مدينة قطر مؤسسة جائزة المدن العربية وهي جهاز منظمة المدن العربية المعني بالتشجيع على التجديد والابتكار من خلال تقديم جوائز متنوعة في شتى مجالات التنمية المستدامة ، وفي مدينة دبي مركز البيئة وهو جهاز المنظمة المتخصص لها ولمدنها الأعضاء في مجالات البيئة والتنمية المستدامة ، وفي مدينة عّمان – الأردن المنتدى العربي للمدن الذكية وهو جهاز المنظمة المتخصص في مجال خدمات تقنية المعلومات والتحول الإلكتروني والذكي للمدن العربية وهناك أيضاً مجموعة العمل الثقافي وهي جهاز المنظمة المتخصص في تطوير الواقع الثقافي في المدن العربية وفي مدينة تونس مؤسسة التراث والمدن التاريخية العربية وهي جهاز المنظمة المتخصص في كافة مجالات المدن التاريخية العربية وأغراضها المتعلقة بصيانة وإدارة رصيدها التراثي .
ومع استمرار هذه الجهود والمبادرات، نأمل أن تتقدم المدن نحو تحقيق أهداف الاستدامة والمرونة بحلول عام 2030، مما يضمن بيئة حضرية أكثر أمانًا وقدرة على التكيف مع التحديات المستقبلية.
كل عام ومدننا العربية بألف خير
متمنين لمدننا العربية المزيد من الاستقرار والتقدم والازدهار .
منظمة المدن العربية
الأميـــــن العــــــام
م. عبدالرحمن هشام العصفور