مدننا ما بعد كورونا

 

 

لقد عاش العالم أجمع ونحن كمدن عربية جزء من هذا العالم، جائحة كورونا COVID-19 وتفاوتت الاجراءات والوسائل التي اتخذت لمواجهة هذه الأزمة .. فالظروف الصعبة والحجر المنزلي وحظر التجوال وتوقف الأعمال انعكس كل ذلك على مسيرة التنمية والاقتصاد، ولعل هذه التداعيات تجعلنا أكثر حرصاً في تعزيز التعاون المشترك والاستمرار في برامج التنمية المستدامة.


اليوم نحن أحوج من أي وقت مضى للتعاون والتضامن وتكاتف الجهود على مستوى المجتمعات والمدن والدول لتسخير كل الوسائل التي تمكننا من الحد من انتشار فيروس كورونا و الاستمرار في العمل والتقدم لتخطي الصعوبات التي نتجت عن هذه الجائحة وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية و تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تُشكل اليوم أهمية كبيرة في مضامينها ومع ما افرزته جائحة كورونا.


علينا مواجهة التحديات وبلورة الاستراتيجيات والخطط التي تدعم برامج التنمية بهدف  النهوض بمجتمعاتنا ومدننا.. فنحن نعيش وضع لم نتخيل أن نواجهه يوما ما .. فهي أزمة عالمية لا سابقة لها من قبل. وهذه الأزمة وباعتقاد الخبراء والمحللين ستكون بمثابة نقلة نوعية في خطط التنمية وخاصة في مجالي التعليم والصحة  فقد بات من المؤكد تركيز الجهود والدعم في كلا المجالين وأهميتهما في مواجهة الصعوبات. كما برز في ظل أزمة كورونا أهمية المدن الذكية وتطبيقاتها وبرامجها المختلفة في عمليات البيع والشراء والتنقل والتعليم وغيرها من المجالات الحيوية اليومية.


كذلك برز دور العمل التطوعي في أجمل صوره في مختلف الإدارات والأجهزة  بكافة مدن العالم، وهو الدور الذي حرصنا على إبرازه في احتفالية يوم المدينة العربية في العام الماضي 2019 باتخاذه شعاراً لهذه المناسبة لما يُشكل من أهمية في بناء المجتمعات وتطورها... فالعمل التطوعي من أكثر  الأمور الفعالة في الأزمات وهذا ما رأيناه في أزمة كورونا من تعاون وتكاتف المتطوعين في كافة القطاعات.


و منظمة المدن العربية مستمرة في توجهها وعملها تجاه العديد من الملفات و القضايا  التي تهم المدن ومنها المدن الذكية والتغير المناخي والتغيرات الديموغرفية و الإسكان والصحة والتعليم إضافة إلى البرامج التي تدعم مدننا في تخطي تداعيات أزمة كورونا.


علينا التأمل الجدي في التضامن...لأن التحدي القادم لما بعد كورونا هو تعبئة كافة الطاقات والإمكانيات لمواجهة تداعياتها وتفعيل أهداف التنمية المستدامة على أرض الواقع والتفكير الجماعي والتشاركية في رسم خطط وبرامج تقود مدننا نحو مستقبل آمن ومستقر.. وبما يضمن تحقيق النمو المستدام العادل والشامل والمتوازن .


تمنياتنا لمدننا والعالم أجمع بالخير والتقدم والازدهار.



                                                          الأمين العام
                                                     م. احمد حمد الصبيح