بمناسبة يوم المدينة العربية ذكرى تأسيس منظمة المدن العربية
ندوة "الصمود الحضري من اجل مدن مستدامة وشاملة"

مشاهدة الندوة الحوارية (فيديو)

عقدت منظمة المدن العربية ندوة حوارية عبر تقنية الاتصال المرئي يوم 15 مارس 2021 تحت عنوان " الصمود الحضري من اجل مدن مستدامة وشاملة"  بمناسبة يوم المدينة العربية ذكرى تأسيس منظمة المدن العربية في 15 مارس 1967 في الكويت/ بمشاركة وحضور معالي الدكتور يوسف الشواربه امين عمان رئيس المنتدى العربي للمدن الذكية ومجموعة العمل الثقافي للمدن العربية وسعادة  المهندس جمال مطر النعيمي مدير بلدية الدوجة رئيس مؤسسة جائزة المدن العربية ومدراء مؤسسات المنظمة وأعضاء من المدن العربية الأعضاء في منظمة المدن العربية.


استهلت المهندسة سميرة الدحيات  مدير عام المنتدى العربي للمدن الذكية ومجموعة العمل الثقافي للمدن العربية بكلمة تقديم للندوة والحضور أشارت فيها إلى دور منظمة المدن العربية وما تقوم به من جهود وتسخير الإمكانيات والموارد كافة من خلال مؤسساتها المختلفة، ومنها المعهد العربي لإنماء المدن، جائزة المدن العربية، مركز البيئة للمدن العربية، مؤسسة التراث والمدن التاريخية العربية، المنتدى العربي للمدن الذكية، ومجموعة العمل الثقافي للمدن العربية؛ وذلك بغرض المساهمة في تحقيق سياسات واستراتيجيات المدن العربية التنموية، ودفع عجلة التنمية والازدهار للأمام.


وبينت أن المدن لن تصبح مستدامة وقادرة على الصمود في وجه الجوائح إلا إذا صُممت من منظور صحي. حيث تشير الإحصاءات إلى أن 68 % من سكان العالم سيعيشون في المدن بحلول 2050، فإن إعادة تصميم المدن لتصبح قادرة على الصمود في وجه الأوبئة سيصبح ضرورة ملحة في الأيام المقبلة.

وبحسب مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث فإن القدرة على الصمود، هي قدرة المدينة على فهم مخاطر الكوارث التي يمكن أن تواجهها، والتخفيف من هذه المخاطر، والاستجابة للكوارث التي يمكن أن تحدث بحيث يتم تقليص الخسائر المباشرة وطويلة الأمد في الوفيات، والأضرار في سبل المعيشة والممتلكات والبنية التحتية والنشاطات الاقتصادية والبيئة.


افتتح أعمال الندوة أمين عام منظمة المدن العربية المهندس احمد حمد الصبيح في كلمة أشار فيها إلى ما عاشته المدن العربية من صعوبات وتحديات كبيرة من جراء جائحة كورونا COVID-19 القت بظلالها على عدة جوانب حيوية لاسيما على مسيرة التنمية والاقتصاد، وأدت إلى تداعيات تتطلب منا قراءة دقيقة لاستراتيجيات وخطط وبرامج عملنا من أجل مستقبل المدن الحضري.


وقال: ان احتفال مدننا بيوم المدينة العربية هذا العام يأتي في ظروف استثنائية تفرض تحديات خاصة تستدعي بلورة آليات عمل تواكب المتغيرات التي نعيشها بشكل متسارع وتعزز جهودنا في تنفيذ أهداف التنمية أكثر من أي وقت مضى ما دفعنا لاختيار شعار احتفالية هذا العام بعنوان" الصمود الحضري.. من أجل مدن مستدامة وآمنة". إذ أن الصمود الحضري في المدن مسألة في غاية الأهمية من اجل التعاطي مع الأخطار والتحديات الناشئة والطارئة التي ترتبط بعملية التنمية المستدامة.

 
وأشار الصبيح إلى أن التاريخ يعلمنا أن الأزمات عادة ما تؤدي إلى تغييرات في المجتمعات وتسهم في تأسيس اليات عمل جديدة...  وكذلك جائحة كورونا من المرجح أن تؤدي إلى إحداث تغيير في الية العمل وإعادة التفكير في التخطيط الحضري واعتماد أولويات يجب مراعاتها وهذه الأولويات تشمل ضمان الأمن الصحي، ضمان الأمن الغذائي، إدارة الازمات، إدارة العمل التطوعي، فريق عمل التخطيط المسبق، القدرة على التكيف والتصدي للازمات والمستجدات الطارئة وغيرها من الأولويات التي يتطلبها التخطيط الحضري. بالإضافة إلى المسؤولية المجتمعية تجاه المتغيرات والحرص في اتباع الاحترازات والإجراءات التي يفرضها علينا واقع الأزمة.


وأضاف: نحن نؤمن بقدرة الإدارات المحلية في استحداث خطط تساعدها في تخطي الصعوبات ومواجهة التحديات وقد رأينا كيف عملت مدننا لمجابهة هذا الوباء على مختلف الأصعدة. واليوم نحتاج إلى استراتيجيات جديدة ضمن المنظومة الحضرية لنحقق المرونة والصمود والمقاومة الحضرية والتي تتمثل في قدرة المدينة على البقاء والازدهار في مواجهة الأزمات.


وأكد أن المدن العربية ستعود أقوى من أي وقت مضى بعد الجائحة، بتكاتف الجهود وتعزيز أواصر التعاون في تنفيذ أجندة التنمية المستدامة والتي ستقودنا إلى التمكين والنجاح بخلق مدن حضرية شاملة ومستدامة وقادرة على الصمود.


واختتم كلمته معرباً عن تقديره لدعم المدن العربية الأعضاء والمؤسسات لمسيرة عمل المنظمة متمنيا للمدن العربية والمدن أجمع المزيد من الاستقرار والتقدم والازدهار.


من جانبه عبر الدكتور يوسف الشواربه امين عمان رئيس المنتدى العربي للمدن الذكية ومجموعة العمل الثقافي للمدن العربية عن سعادته بالمشاركة في ذكرى عزيزة وغالية على قلوبنا جميعاً، وهي تأسيس منظمة المدن العربية.


وقال: نحن اليوم إذ نحتفل بيوم المدينة العربية، نبارك لأنفسنا ولكم هذه المنظمة التي هي بيت المدن العربية، ومنذ تأسيسها في العام 1967 في دولة الكويت، دأبت على دعم وتمكين المدن العربية لتحقيق النمو المستدام وذلك من خلال البرامج والخطط والاستراتيجيات التي تدعم مسيرة النمو من خلال المؤسسات التي تنضوي تحت منظمة المدن العربية والتي تعمل بشكل فاعل، والتي تتشرف أمانة عمان الكبرى باحتضان مؤسستين منهم وهما المنتدى العربي للمدن الذكية ومجموعة العمل الثقافي للمدن العربية.


ولفت إلى أن مدينة عمّان كانت السيرة والمسيرة وعلى مر العقود شريكة أساسية لهذه المنظمة العربية العريقة، ولكافة المدن العربية الشقيقة الأعضاء فيها، حيث كانت من أوائل المدن التي انضمت كعضو في منظمة المدن العربية في العام 1967.. ترفع اليوم المدن العربية شعار " الصمود الحضري من أجل مدن مستدامة وشاملة " عنواناً لهذه الندوة الحوارية وشعاراً ليوم المدينة العربية 2021، حيث يمر العالم بظرف استثنائي يشهد فيه اضطراباً كبيراً يتفاقم بفعل أزمة صحية عالمية غير مسبوقة ذات آثار اقتصادية واجتماعية خطيرة تتمثل في جائحة كوفيد 19 ، الأمر الذي يستلزم بذل جهد أكبر لبلوغ الغايات المشتركة ومواكبة النمو المتسارع للتوسع السكاني والعمراني بخطط وبرامج تعزز من جودة الحياة ورفاهية الإنسان عبر بناء مدن حديثة ومتكاملة المرافق والخدمات.


والأردن كغيره من الدول يواجه عدة تحديات ناتجة عن جائحة كورونا، لكن وبالرغم من ذلك فقد استمرت مدينة عمّان لتكون منعة بأهلها ومؤسساتها. وهنا أؤكد حرص مدينة عمّان على المساهمة في جهود المجتمع الدولي لمواجهة التحديات في مجال التنمية الحضرية المستدامة، وبما يعزز من التقدم على صعيد تنفيذ أهداف أجندة التنمية المستدامة 2030 التي أقرتها الأمم المتحدة.


وأشار إلى مسيرة التنمية في عمّان التي تمضي بكل عزم من خلال تنفيذ العديد من مشروعات التطوير في مختلف المجالات البيئية والبنية التحتية والنقل والصحة والتحول الالكتروني وغيرها من المجالات ذات الأثر المباشر على حياة المواطنين، على سبيل المثال إطلاق خطة منعة عمّان وخطة عمّان لمواجهة التغير المناخي وخطة تحويل مدينة عمّان الى مدينة خضراء.


وقال الشواربه: وضعت أمانة عمّان الكبرى عدة توصيات بعد تقديم تقرير استجابة المدينة لفيروس كورونا غطت مجموعة متنوعة من السياسات الحضرية.


ان الهدف الأسمى للتنمية الذي تعمل جميع جهات الدولة من أجله هو المواطن وتهيئة واقع معيشي ملائم للعيش الكريم يوفر له الأمان والاستقرار، وذلك ضمن رؤية شاملة للتطوير الحضري والعمراني توازن بين الاحتياجات الحالية والمستقبلية وتوفر ركائز حياة معيشية أفضل للأجيال القادمة.


واختتم كلمته قائلا: إن يوم المدينة العربية يشكل فرصة لتعزيز جهود المجتمع الدولي وتعزيز الشراكات ضمن منظومة عمل جماعية تستهدف الارتقاء بأوضاع سكان المدن، كما ان مستقبل المدن يتطلب اتخاذ اجراءات كفيلة بجعلها مكانا أكثر ملاءمة للعيش الكريم من خلال توفير الخدمات الضرورية وفق منظومة متكاملة تفي بمتطلبات التنمية المستدامة. وفي الختام نبارك ل ذكرى يوم المدينة العربية ولكل مدننا وساكنيها .. وكل عام وأنتم بألف خير


من جهته قال المهندس جمال مطر النعيمي مدير بلدية الدوحة ورئيس مؤسسة المدن العربية أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى معالي الأخ المهندس/ أحمد حمد الصبيح، الأمين العام لمنظمة المدن العربية، لهذه الدعوة الكريمة للمشاركة بهذه الندوة الحوارية، بمناسبة الاحتفالية السنوية ليوم المدينة العربية، والذي يصادف ذكرى تأسيس منظمتنا الكريمة منذ عام 1967م في دولة الكويت الشقيق.


كما يطيب لي أن انتهز هذه الفرصة لكي أعبر عن صادق التهاني والتبريك للأخوة بالمملكة الاردنية الهاشمية، بمناسبة احتفالاتهم بمئوية الدولة الاردنية منذ 1921م وهو العام الذي اختيرت عمّان فيه، عاصمة للأردن الشقيق.


ويسعدني كذلك أن أنوه للرعاية الكريمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد ال ثاني - بانطلاق فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الاسلامي تحت شعار (ثقافتنا نور) ليكون رمزاً للدوحة للعام 2021، وذلك تحت اشراف وزارة الثقافة والرياضة بدولة قطر.


وقال: تأتي احتفالات يوم المدينة العربية هذا العام وسط ظروف غير اعتيادية تشهدها مدننا العربية والعالمية جراء تفشي فايروس كورونا، ولكن وبرغم تلك الظروف الا إننا نؤكد التزام مدينة الدوحة وكذلك مؤسسة جائزة المدن العربية بالتعاون لبناء وتنمية المدينة نحو طريق النمو المستدام.


وأضاف: اننا على ثقة تامة بأن مدننا العربية ستتمكن من اجتياز ومواصلة دورها الريادي والتنويري لعبور هذه الجائحة، وتخطي جميع العقبات من أجل تحقيق الاهداف التنموية على جميع المستويات الوطنية، والصمود الحضري والتعاطي مع التحديات الطارئة والتي ترتبط بعملية التنمية المستدامة، وليس ذلك بغريب على مواطني وسكان المدينة العربية، ويشهد بذلك تاريخها وسيرتها الحميدة.



وأشار إلى ما قامت به دولة قطر لمواجهة فيروس كورونا قائلاً: في إطار الجهود المبذولة منذ بدء انتشار الوباء في مارس 2020، وانطلاقاً من التدابير التي اتخذتها دولة قطر لاحتواء الفيروس والحد من انتشاره، فقد قامت بلدية الدوحة بإجراءات وقائية واحترازية وتوعوية، لضمان استمرارية الخدمات.. حيث تم تخفيض عدد الموظفين بنسبة 80% بمقر العمل، واتباع الأساليب الحديثة للعمل عن بعد، واستمرار تحفيز المراجعين على استخدام الخدمات الإلكترونية ، كما تم توفير طاقم طبي عند مداخل البلدية، والزام الجميع بارتداء الكمامات وتوفير وسائل التعقيم الشخصية ، واتباع اجراءات التباعد الاجتماعي بالأماكن التي تحتاج تواجد عدد من الموظفين والمراجعين ،، وعمل جولات تفتيشية دورية للمنشآت الخارجية والتي تدخل ضمن نطاق البلدية من مجمعات تجارية ومطاعم ومستشفيات و وزارات حكومية وغيرها، وعمل حملات تعقيم وتطهير للمواقع الحيوية في المدينة.


ولفت إلى أنه في الوقت الراهن وبالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية بدولة قطر، يتم توفير اللقاحات ضد هذا الفايروس لجميع سكان الدولة، ومن ضمنهم الموظفين والعاملين في القطاع البلدي، وخاصة الصفوف الأمامية التي تمثل البلدية في التعامل مع الجمهور.


واختتم النعيمي كلمته مؤكداً تكاتف وتعاون مدينة الدوحة مع مسؤولي المدن العربية، ماضية في تنفيذ خطط التنمية المستدامة على جميع المستويات، مع الحفاظ على الطابع البيئي الخاص والفريد للمنطقة لضمان الوصول إلى أهدافها الطموحة، ولتصبح مدننا العربية ذات طابع تنموي شامل، ومعرباً عن تقديره للجهود المبذولة من أجل العمل على تحقيق أهداف المنظمة والمؤسسات التابعة لها.


تضمنت الندوة مداخلات من قبل مؤسسات المنظمة حيث قدم المعهد العربي لإنماء المدن كلمة القاها نيابة عن مدير عام المعهد نائبه احمد التويجيري الذي أشار إلى بداية تأسيس منظمة المدن العربية قائلاً: يطيب للمعهد العربي لإنماء المدن في هذا اليوم الخامس عشر من مارس 2021 م الذكرى الرابعة والخمسين لتأسيس منظمة المدن العربية التي بادر بها رجال من رواد العمل البلدي وذلك في العام 1967 م ، وانطلقت مسيرة المنظمة بعدد محدود من المدن ثم تزايد حتى بلغت ما يقارب 500 مدينة عربية ، لها مكانتها ودورها في خدمة المجتمعات العربية بين المنظمات الاقليمية والدولية الرائدة على مستوى العالم .


وقال: تمر الذكرى هذه العام والعالم يعيش في ظل جائحة كورونا التي ادخلت المدن في ظروف صعبة حرمت سكانها من التجمعات وهي الظاهرة الحضرية للمجتمعات البشرية، الامر الذي حال دون مشاركة سكانها في الاحتفال بيوم المدينة العربية. وفي ظل هذا الوضع الاستثنائي فقد تحولت نشاطات واعمال الاجهزة الحكومية والمؤسسات التعليمية وغيرها نحو الاستفادة من استخدام تقنية المعلومات لتقديم برامجها ونشاطاتها عبر تقنية الفيديو .. ومنظمة المدن العربية ومؤسساتها ليست استثناء، واحتفالنا اليوم بيوم المدينة العربية يتم عن طريق هذه التقنية بندوة " الصمود الحضري من اجل مدن مستدامة و شاملة " .


وأشار إلى أن موضوع الصمود الحضري يعتمد اساسا على النشاطات الرئيسية في السياسات الاستراتيجية لتنمية المدن والتي في حد ذاتها تهدف الى تعزيز اللامركزية في الادارة الحضرية وتعزيز دور القيادات المحلية وتحسين عملية اتخاذ القرارات وفاعلية الادارة واشراك شبكات المدن وتوسيع تبادل المعرفة بين المدن. وهذا يتطلب الاهتمام بالتدريب وبناء القدرات والاستفادة من التقنيات الحديثة، فأساليب تنمية الموارد البشرية في ادارة المدن مرت بعدة مراحل من الادارة التقليدية الى الادارة بالأهداف ثم الحكومة الالكترونية ثم تكنولوجيا الادارة الذكية التي تهدف الى رفع وتعزيز الوعي لدى الجهات التنفيذية بتطبيق التقنيات الحديثة لتقديم أفضل الخدمات والارتقاء بها.


وان تعزيز قدرة المدن والمستوطنات على الصمود من خلال تطوير الهياكل الاساسية واتباع اسلوب قائم على النظام الايكولوجي في التخطيط الحضري تمشياً مع إطار سنداي للحد من مخاطر الكوارث واتفاق باريس بشأن تغير المناخ، ومؤتمر الامم المتحدة للتنمية المستدامة.


وأضاف: لقد شهدت المدن في مطلع القرن الحادي والعشرين تحديات في مجال التخطيط الحضري وإدارة المدن وذلك نتيجة الزيادة المتسارعة في عدد سكان المدن مع ما يرافقها من ضغوط في البنية التحتية في مجالات الاسكان ، والنقل والاتصالات والصحة كما يتطلب توفر المعلومات الكافية عن المدن لتكون قاعدة معلومات ذات بعد مكاني تغذي المراصد الحضرية ومن ثم استنباط المؤشرات الحضرية لتساعد و تدعم متخذي القرار في المدن لمعالجة المشكلات والتحديات التي تواجه المجتمعات الحضرية وفق منهج علمي يعتمد على تقنية المعلومات ، مع الاخذ في الاعتبار طبائع السكان واسلوب حياتهم الاجتماعية واحتياجاتهم داخل احيائهم لإيجاد حلول مستدامة يتم تطويرها وتنفيذها على أرض الواقع .. ومن الضروري هنا اتاحة الفرصة لمخططي المدن من ذوي الخبرة والمديرين والخبراء الاستراتيجيين والاكاديميين من العمل سوياً لتبادل الخبرات والتجارب مع الشركاء من خبراء المنظمات الاقليمية والدولية المعنية بشأن المدن والمجتمعات الحضرية يساعد في ابتكار اساليب جديدة بهدف جعل المدن شاملة وامنه وقادرة على الصمود والاستدامة.


وأشار إلى أن المدن تواجهها تحديات كبيرة وخاصة فيما يتعلق بموضوع الهجرة سواء الهجرة الداخلية أو الخارجية بحثاَ عن فرص العمل والامن والاستقرار مما ينتج عن ذلك تكتلات سكانية لها أثرها في مجال الاسكان والمواصلات وتامين الغذاء وغيرها من الخدمات الحياتية، وان معالجة هذه التحديات يتطلب اتباع النهج التشاركي لمعالجتها كما يحتاج التخطيط السليم لتصحيح عمليات النقل وتطويره، وترتيبات توفير المساكن وغيرها من الخدمات الضرورية هذا الى جانب القضايا الاجتماعية مما يمكنها من الصمود والتنمية.

 
واختتم كلمته مشيراً إلى أن المعهد يتطلع في نشاطاته القادمة وبرامجه الطموحة مثل برنامج المدينة الصديقة للطفل وبرنامج المراصد الحضرية والاستفادة من تقنيات ادرة المدن الذكية، تنسيق ندوات وورش عمل متخصصة بهدف تحسين قدرة السلطات المحلية على تخطيط بنيته التحتية قادرة على الصمود وتصميمها وبنائها وادارتها.


ثم تحدثت مدير عام مؤسسة التراث والمدن التاريخية العربية أمال المؤدب بن غربال مؤكدة أهمية التعاون في ظل الظروف الحالية والعمل على حماية المدن وخدماتها لاسيما المدن التاريخية، مشيرة إلى ما تقوم به مؤسسة التراث من البرامج والخطط التي تأتي ضمن أهدافها في الحفاظ على التراث.


 وقالت: أن الصمود الحضري أمر في غاية الأهمية لابد من القيام بتوظيف التكنولوجيا وتكريس التقنيات من اجل تحقيق الاستدامة وتهيئة مدننا العمرانية.. خاصة في ظل الصعوبات التي نعيشها، علينا العمل على تمكين مدننا من الاليات اللازمة لتكون قادرة على تحقيق النمو الاقتصادي الشامل.


 كما علينا العمل على تحقيق اهداف التنمية المستدامة 2030 ويحتم علينا التفكير في كيفية قدرة مدنتا على التأقلم والتكيف مع المستجدات لتمكينها اجتماعيا واقتصاديا وبيئياً وكذلك العمل على حماية موروثنا التراثي. وعلى المدن الحفاظ على البيئة والتجربة التشاركية وتقديم اليات عملية لتحسين ظروف العيش وخلق فرص استثمارية جديدة لإعادة وتهيئة مدننا لتكون أكثر استدامة ومرونة.


 واختتمت قائلة: ان الصمود الحضري يعتبر تحدي كبير لمنظمتنا ومؤسساتها وهي تعمل جاهدة لدعم ومعاضدة مدننا ومساعدتها لكسب الاستدامة والمرونة وتكريس الحوكمة الرشيدة.


وتحدث مدير عام مؤسسة جائزة المدن العربية عيسى البدر في كلمته معبراً عن تقديره وشكره لجهود منظمة المدن العربية لافتاً إلى أن احتفالات يوم المدينة العربية هذا العام تأتي وسط ظروف غير عادية تشهدها مدننا العربية والعالمية نتيجة هذه الجائحة، ورغم هذه الظروف فإن المؤسسة تسعى الى تحقيق هدفها المنشود وأن تواصل مسيرتها وفعالياتها.


وقال: يسعدني أن انوه بأن جوائز الدورة الحالية وهي الدورة الرابعة عشر للمنظمة قد تم تصنيفها وعرضها على اللجنة التحضيرية ومن ثم سيتم عرضها على لجنة التحكيم في القريب العاجل ولحين عودة الحياة الطبيعية تدريجيا لكون أننا قمنا بتشكيل واختيار محكمي جوائز هذه الدورة ومن عدة مدن عربية مختلفة، مؤكدين مجددا بأننا نحترم الجهود المبذولة من قبل اللجنة في نهاية اجتماعاتها بإعلان النتائج وما يصاحب ذلك عادة من قرارات وتوصيات لتفعيل ودعم المشاريع التنموية والتي تخدم سكان المدينة العربية.


وأثنى مدير عام مركز البيئة للمدن العربية خالد بدري العوضي على ما تقوم به منظمة المدن العربية ومؤسساتها التي تقوم بعدة فعاليات وأنشطة تتصل بالعملية التنموية.


قدمت المهندسة سميرة الدحيات مدير عام المنتدى العربي للمدن الذكية ومجموعة العمل الثقافي للمدن العربية عرضاً عن دور منظمة المدن العربية ومؤسساتها وأبرز البرامج والخطط التي تقدمها في عملية التنمية ومواكبة المستجدات والمتغيرات المتسارعة كما استعرضت أبرز أنشطة المنتدى العربي للمدن الذكية ومجموعة العمل الثقافي للمدن العربية خلال جائحة كورونا وما قامت به من ندوات ودورات تدريبية هامة بالإضافة إلى فيديوهات تعريفية وتوعوية وتوقيع عدد من الاتفاقيات ذات الصلة بالعمل التنموي لاسيما المدن الذكية.


وفي ختام أعمال الندوة أعرب الأمين العام لمنظمة المدن العربية المهندس احمد الصبيح عن تقديره وشكره للمدن العربية لدعمها لمسيرة عمل المنظمة ومؤسساتها على طريق التنمية المستدامة.. مؤكدا أهمية التعاون وتكاتف الجهود لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة للمدن العربية.