شاركت منظمة المدن العربية في اجتماع الجمعية العمومية الـــ30 للجنة الدائمة من اجل الشراكة الاورومتوسطية COPPEM في 9 يونيو 2021 عبر تقنية الاتصال المرئي.
أكد أمين عام منظمة المدن العربية المهندس احمد حمد الصبيح أهمية التعاون بين الأطراف والشركاء وتظافر الجهود لتحقيق الأهداف المشتركة في إطار عملية التنمية المستدامة لمدننا أجمع.. معتبراً اجتماع الجمعية العامة بعد سنوات من الانقطاع انطلاقة جديدة في اعمالها والتعاون والشراكة.
وقال الصبيح: لقد حرصت منظمة المدن العربية ومنذ تأسيسها في العام 1967 في الكويت على تفعيل وتنفيذ برامج واستراتيجيات من شأنها أن تحقق للمدن الاستدامة خاصة وأن المنظمة ترتبط بشبكة واسعة من الشراكات الإقليمية والدولية وذلك انسجاما مع أهدافها ورؤيتها بأن الشراكة عامل أساسي للتطور ومواجهة التحديات والتغيرات. ولعل الشراكة التي تربط منظمة المدن العربية وCoppem منذ توقيع اتفاقية تعاون في العام 2004 تعد ترجمة واقعية لإيماننا بأهمية العمل المشترك والعمل وفق عدة رؤى وأهداف.
وأضاف: نحن اليوم بحاجة أكثر من أي وقت لتعزيز التعاون وتبادل الرؤى والعمل على تنفيذ برامج تتصل بعملية التنمية لاسيما وأن COPPEM لديها عدة موضوعات ذات اهتمام مشترك من بينها ما يتعلق بالطاقة والبيئة والاستدامة في ظل التغيرات المناخية حيث تعمل إحدى مؤسساتنا وهي مركز البيئة للمدن العربية في دبي في العديد من المبادرات والخطط والاستراتيجيات. وكذلك أهمية الجانب الثقافي حيث أن تعزيز الثقافة والمعرفة داخل المدينة يخلق مجالات متعددة ومتنوعة تقودنا نحو افاق واسعة من التنمية باعتبار أن الثقافة تهدف بشكل عام إلى بناء الإنسان فكريا ومعرفيا.
كما أوضح أهمية التحول الالكتروني وبناء مدن ذكية من اجل مفهوم التنمية المستدامة من الموضوعات الهامة التي تولي المنظمة اهتماما كبيرا خاصة وأن التنمية هي التي تلبي احتياجات الفرد في الحاضر والمستقبل وتعمل على تجديد الموارد والثروات وإعادة التصنيع بشكل يضمن بيئة صالحة ونظيفة للأجيال الحاضرة والقادمة. لافتاً إلى عدد من البرامج والمبادرات المهمة في ظل المتغيرات والمتطلبات كالصمود الحضري والتعاطي مع الاخطار والتحديات الناشئة والطارئة التي ترتبط بعملية التنمية في ظل الظروف التي عاشتها مدن العالم من جراء جائحة كورونا وغيرها من الأزمات، وأيضاً تعزيز العدالة الاجتماعية والمساواة، تطوير العمل التنموي ورفع مستوى الخدمات في البلديات والسلطات المحلية وتحقيق اللامركزية.
واختتم الصبيح كلمته لافتا إلى أن خبراء التنمية يؤكدون الحاجة الملحة إلى التغيير واعتماد خطط وبرامج واستراتيجيات لمواجهة المتغيرات والمستجدات المتسارعة من حولنا .. مؤكداً أهمية الاستمرار في رسم الخطط وإطلاق المبادرات وتطوير الرؤى والبرامج وتعزيز التعاون من أجل مواكبة هذه المتغيرات المتسارعة وضمان الاستدامة بمفهومها الشامل وتحقيق بناء مدن المستقبل.
من جانبه تحدث ممثل إقليم صقلية غستانو ارماو مشيراً إلى أن نجاح COPPEM يعود لقوة الوحدة المؤسساتية والعمل لتحقيق الأهداف الاجتماعية والاقتصادية وأن عودة COPPEM بعد سنوات سيعزز وحدتها وعملها مع الشركاء.
من جهته قال الأمين العام السابق المؤسس لــ COPPEM كارملو موتا أن دعم الشركاء والاتحاد الأوروبي أسس لاستمرار عمل COPPEM ونتطلع أن تعود الأنشطة والتعاون كما عهدناها وفتح أفاق التعاون بشكل أوسع.
وقال أمين عام COPPEM فرانشيسكو ساماريتانو في كلمته خلال اجتماع الجمعية العامة: نعمل على تحقيق أهداف اللجنة بالتزامنا وجهدنا وهو الدور الذي تطلع به الساحة الأوروبية المتوسطية.
وأضاف: يسعدني أن التقي اليوم في الجمعية العامة كأمين عام COPPEM التي تعقد بعد انقطاع سنوات لأسباب اقتصادية وأن أثمن دعم إقليم صقلية لنشاطنا وما نسعى لتحقيقه من أهداف لاسيما ما يتعلق بتمثيل للنساء بنطاق أوسع وتعيين رؤساء جدد.
ولفت ساماريتانو إلى أن هناك عدة موضوعات سيتم العمل عليها من بينها حوار الأديان والثقافات لما لها من أهمية في التعايش النبيل وهو ما يعكسه الروابط بين البحر المتوسط وأوروبا حيث روابط الصداقة تجمع بين مدننا ومجتمعاتنا. كما أن الأجيال الجديدة تتشارك في نفس الاحلام والتطلعات خاصة التنمية والناحية الاقتصادية والاجتماعية في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها عدة مجتمعات.
وأشار إلى دور COPPEM في الشراكات المختلفة وهناك عدة دول أوروبية ستساعد في هذا المسار ويجب على السلطات المحلية أن تلعب دور أكبر لتعزيز سياسات التعايش والمواطنة من خلال التوسع بالمشاركة والتعاون عبر المدن والمؤسسات المحلية.
وقال: اخترنا أن يتم التركيز على عدد من الموضوعات من أهمها المساواة وحوار الثقافات وتأهيل المدارس الثقافية وغيرها من المبادرات التي تعتبر ركائز لمستقبل المدن على أن يتم التركيز عليها وترجمة المشاريع على ارض الواقع.
واختتم كلمته مؤكدا أن هناك مسار بناء تعمل من خلاله COPPEM لتحقيق الأهداف ومواجهة كافة التحديات والمتغيرات.
قدم القائمين على اللجان عروض موجزة لأعمالهم وأنشطتهم بالإضافة إلى مداخلات أعضاء COPPEM تبعها جدول أعمال اجتماع الجمعية العامة الذي تضمن المصادقة على الميزانية الختامية للعام 2020 وتعيين أعضاء جدد وانتخاب الرئيس ونواب الرئيس.