ندوة "المدن العربية نحو تحقيق المرونة: مدخل إلى برنامج جعل المدن مرنة 2030"

رابط الندوة

نظمت منظمة المدن العربية ومكتب الأمم المتحدة الإقليمي للدول العربية للحد من مخاطر الكوارث ندوة بعنوان "المدن العربية نحو تحقيق المرونة: مدخل إلى برنامج جعل المدن مرنة 2030" عبر تقنية الاتصال المرئي بمشاركة مدن عربية وعدد من الخبراء والمختصين في التخطيط الحضري والتنمية المستدامة وإدارة الأزمات.


هدفت الندوة إلى شرح فوائد برنامج "جعل المدن قادرة على الصمود (مدن مرنة 2030)" والاهداف والمراحل الاستراتيجية المختلفة لخارطة الطريق نحو تعزيز القدرة على الصمود وفقا لبرنامج مدن مرنة 2030.


وأشار أمين عام منظمة المدن العربية المهندس احمد حمد الصبيح في كلمته في افتتاح أعمال الندوة  إلى أن برنامج  "جعل المدن قادرة على الصمود (مدن مرنة 2030)" هو انطلاقة جديدة في خطط التنمية في مدننا العربية.


وقال: لقد أصبح مفهوم الـتنـميـة المـستدامة يـحظـى بـأهـميـة كـبيـرة في مدننا العربية منذ انطلاق مسيرتها التنموية واتضــحـت معالـمها فـي توجهاتها الاستراتيجية بعيدة المدى حيث بدأ التطبيق العملي للخطط والبرامج التي تحقق للمدن الاستدامة.


وبين الصبيح أن خطط التنمية المتعاقبة في عدد من مدننا العربية أسهمت في تحقيق منجزات كبيرة على مختلف الأصعدة وما زالت مستمرة في تحقيق خطوات فاعلة وجادة في إطار عمل الإدارات المحلية والتي أثبتت دورها في العمل التنموي وتطوير اليات عملها لتحقيق الإنجازات التنموية.. إذ أن الابعاد التنموية تتمثل في توسيع نطاق التنمية لتشمل جميع القطاعات وفي كافة المناطق، وذلك استنادا في تنفيذ المدن لاستراتيجياتها وبما يحقق مدن مستدامة وشاملة.


ولفت إلى أنه في ظل المتغيرات والمستجدات لم يسبق وضع رؤية خاصة بالمدن أكثر أهمية مما هو عليه اليوم. ..باعتبار أن المدن تعيش تحديات كبيرة تتطلب خطط عمل حضرية وتفعيل برامج تؤهلها بمعرفة المخاطر التي ترتبط بمناحي الحياة المختلفة والتعامل معها وفق خططها التنموية.


وقال: أن برنامج (جعل المدن قادرة على الصمود 2030- مدن مرنة 2030) يأتي ضمن أهداف التنمية المستدامة وتكمن أهميته في تحسين القدرة المحلية على الصمود وإعداد المدن لمواجهة الازمات والمخاطر في المنظومة التخطيطية من خلال قواعد الهندسة وقوانين البناء والتعمير بالإضافة إلى التعاون البناء وتبادل الخبرات والممارسات الجيدة.


وأضاف: لقد اتخذت عدة مدن عربية توجهات جديدة وعصرية في بناء وتخطيط المدن بما يتوافق مع أهداف التنمية وتحقيق الاستدامة من حيث التخطيط الحضري وإنشاء البنى التحية والتصميمات العمرانية المواءمة لاحتياجاتها لتصبح المدن أكثر قدرة على الصمود أمام المتغيرات، ولعل ادماج برنامج مدن مرنة 2030 ضمن خططها الاستراتيجية يعد خطوة واعدة نحو مدن مرنة ومستقبل مستدام.


وأشار إلى أن منظمة المدن العربية ومنذ تأسيسها في العام 1967 في الكويت تحرص على تفعيل البرامج والخطط والاستراتيجيات التي تحقق للمدن التنمية المستدامة الشاملة. كما تعمل مؤسسات المنظمة بشكل فاعل في تنفيذ البرامج والمبادرات والدورات التي تعزز مفهوم التنمية وتحقق أهداف التنمية المستدامة.


كما أشار إلى التعاون بين منظمة المدن العربية ومكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث في حملة جعل المدن أكثر قدرة على الصمود 2010-2020 ، واليوم  يعملان معا في برنامج (جعل المدن قادرة على الصمود 2030- مدن مرنة 2030)  من أجل أن تكون لدى المدن القدرة على مجابهة ومواجهة تداعيات التغيرات في كافة الظروف.


واختتم الصبيح كلمته قائلاً: علينا جميعا العمل من أجل مستقبل مستدام لمدننا، وليكن توجهنا اليوم نحو مجتمعات مرنة ومستدامة تتحقق من خلال تضافر الجهود والتعاون المشترك في إطار تنمية محلية تتسم بكفاءة الإعداد والتنسيق بما يتوافق مع المدينة الحضرية.


من جهته عبر رئيس مكتب الأمم المتحدة الإقليمي للدول العربية للحد من مخاطر الكوارث سوجيت موهانتي عن تقديره لمنظمة المدن العربية وتعاونها في إطار الشراكة ودعمها لبرنامج (جعل المدن قادرة على الصمود 2030- مدن مرنة 2030) وتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة العربية.


وقال: لقد اطلقنا برنامج (جعل المدن قادرة على الصمود 2030- مدن مرنة 2030) في العام 2020 واليوم نلتقي في ندوة " "المدن العربية نحو تحقيق المرونة: مدخل إلى برنامج جعل المدن مرنة 2030" لنمضي قدما بهذا الالتزام بأن تصبح المدن في المنطقة العربية مرنة وقادرة على الصمود.


وأوضح ان البرنامج يعمل على تعزيز قدرة المدن على الصمود لافتا إلى أن مكتب الأمم المتحدة الإقليمي للدول العربية للحد من مخاطر الكوارث اكتسب تجربة في السنوات العشر الماضية من خلال برنامج جعل المدن أكثر قدرة على الصمود 2010-2020 واليوم يستكمل العمل في تعزيز الأثر للصمود واستقصاء الدروس من الدول العربية لتحقيق المرونة بفضل تضافر الجهود والتعاون مع الشركاء.


وقال سوجيت: جميعنا شركاء في هذا العمل خاصة وانه لاشي يؤثر على التنمية أكثر من الكوارث فقد تختفي الإنجازات بثواني نتيجة للكوارث فلا بد من تحقيق مرونة للمدن.


وأشار الى الزيادة في عدد السكان في العالم خلال السنوات المقبلة مما يتطلب التخطيط الحضري وتحقيق المرونة للمدن باعتبارها مركزاً للتنمية لتفادي الخسائر ومخاطر الكوارث خاصة وأن عدد كبير من السكان يتعرضون للمخاطر من جراء الكوارث والأزمات كالفيضانات والزلازل ومع جائحة كورونا شاهدنا كيف طالت المدن والسكان والخسائر الاقتصادية.


وأكد أن البرنامج الجديد هو خطوة في الاتجاه الجديد لمواجهة التحديات والمخاطر والتغير نحو الصمود الحضري وأن الانضمام للبرنامج يسمح بالربط بين المدن وتبادل التجارب والخبرات وتضافر الجهود والتعاون لتحقيق مدن مرنة.


من جانبه قدم مستشار المرونة الحضرية لمكتب الأمم المتحدة الإقليمي للدول العربية للحد من مخاطر الكوارث عبد المجيد الرافعي عرضاً للبرنامج وأهدافه وأهميته وأوضح أن بعد نهاية عام 2020 والانتقال إلى عقد من العمل، أصبحت المدن في حاجة إلى المزيد من التوجيه وتطوير قدرتها في العديد من المجالات التقنية التي تمتد من نشر الوعي والتخطيط الإستراتيجي إلى تنفيذ فعَّال لخطط التنمية الحضرية القائمة على المعرفة بالمخاطر. وطلبت المدن وشركاء الحملة وضع برنامج للمتابعة يتجاوز أنشطة المناصرة ونشر الوعي إلى دعم المدن في تقييم مستوى المرونة وتسريع عملية تطوير الإستراتيجيات المحلية للحد من مخاطر الكوارث (استجابة للهدف "هـ" من إطار سنداي) ودمج إستراتيجية الحد من مخاطر الكوارث مع التكيف مع تغير المناخ والتنمية المستدامة، ثم تنفيذ إستراتيجية قائمة على المعرفة بالمخاطر بدعم من الشركاء المحليين والإقليميين والعالميين.


وأن "مدن مرنة 2030 " تعد مبادرة فريدة من نوعها بين أصحاب المصلحة المتعددين لتحسين القدرة المحلية على الصمود من خلال الاضطلاع بأنشطة توعوية، ومشاركة المعارف والتجارب، وتأسيس شبكات للتعلُّم بين المدن على نحوٍ يعزز بعضها بعضًا، وضخَّ الخبرات التقنية، والربط بين مستويات حكومية متعددة، وبناء الشراكات. كذلك من خلال وضع خارطة طريق واضحة لقـدرة المناطـق الحضريـة علـى الصمـود، وتوفير الأدوات، وتمكين الوصول إلى المعرفة، ورصد الأدوات وتقديم التقارير بشأنها. كما يدعم برنامج جعل المدن قادرة على الصمود 2030 المدن في رحلتها للحد من المخاطر وبناء قدرتها على الصمود.


و اكد المدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في المنطقة العربية د. عرفان علي أن تسارع التحضر بالمدن والمناطق الحضرية باتت تواجه عدد من الكوارث مما يتطلب الاستجابة لبرنامج يحقق للمدن المرونة والصمود. وأشار إلى أن المنطقة العربية أكثر المناطق هشاشة امام التغيرات منها التغير المناخي كما تسجل المنطقة العربية نسبة في ندرة المياه والمناطق العشوائية التي تفتقر للبنية التحتية وسبل العيش. إلى جانب أن المنطقة تضم نزاعات ولاجئين ونازحين ما يستدعي تعزيز التعاون وتضافر الجهود وتطوير استراتيجيات الحد من المخاطر لما يحقق الصمود الحضري للمدن.. لافتا إلى أن المدن العربية تواجه تحديات حضرية تعيق رحلتها نحو المرونة الا ان جهود بناء القدرة على الصمود يحقق لها أن تكون مدن مرنة.


وتحدث اللواء عبد الله الغيثي نيابة عن القائد العام لشرطة دبي قائلاً: أن العالم يواجه عدة مخاطر ولابد من مواجهة هذه المخاطر والمتغيرات.. وأن الواقع الجديد يتطلب تطوير نهج استباقي للتحديات واستشراف المستقبل باستخدام الحلول الذكية والبنية التحتية والتخطيط الحضري.


من جهتها قدمت رئيسة المجلس الجهوي لمدينة نواكشوط فاطمة عبد الملك عرضا عن مدينة تفرغ زينة ومدينة نواكشوط واستعرضت العديد من التحديات المرتبطة بخطة الحد من اخطار الكوارث من بينها ضعف نظام اللامركزية، وتمكين واشراف الحكومات المحلية في الخطط والاستراتيجيات الوطنية،
عدم الفهم والوعي الكامل للأخطار المحدقة، تعدد الاخطار التي تواجه المدينة وشدة حدتها في ظل عدم القدرة على المواجهة، والنمو الحضري والتوسع المجالي بالمناطق الخطرة غير الصالحة للسكن.


وأكد مسؤول برنامج التعليم في منظمة UCLG خوان كارلوس اوريبي فيجا أهمية برنامج (جعل المدن قادرة على الصمود 2030- مدن مرنة 2030) وتحقيق الصمود للمدن في مواجهة الأخطار والتغيرات التي تعيشها.. وأن البرنامج بوابة لتحقيق مدن مرنة في إطار التنمية المستدامة.


تم خلال الندوة مناقشة واستعراض عدد من التجارب والممارسات في مواجهة المخاطر والكوارث والأدوات والأساليب التي تتبع في تحقيق الصمود الحضري للمدن حيث تنوعت المداخلات بين المدن العربية المشاركة.


واختتمت الندوة في دعوة المدن العربية للانضمام لبرنامج (جعل المدن قادرة على الصمود 2030- مدن مرنة 2030) باعتباره يحقق للمدن المرونة والصمود الحضري في إطار التنمية المستدامة.