الملتقى الدولي للمدن المتوأمة والصديقة مع فاس
الدورة الثانية للمنتدى الاقتصادي فاس- مكناس

شاركت منظمة المدن العربية في الدورة السادسة للملتقى الدولي للمدن المتوأمة والصديقة مع فاس 27-30 يونيو 2018 في مدينة فاس  تحت عنوان "دور المدن في التنمية" والذي تزامن مع أعمال الدورة الثانية للمنتدى الاقتصادي فاس-مكناس الذي انعقد تحت  شعار "نماذج تنموية مبتكرة في عوالم متحولة". بحضور عدد من ممثلي المدن المتوأمة مع فاس، و فاعلين اقتصاديين و منتخبين وإعلاميين. هدف الملتقى الى تعزيز وتطوير علاقات التعاون و الصداقة بين مدينة فاس و العديد من المدن العالمية الأخرى التي ترتبط معها بعلاقات توأمة و شراكة و صداقة، كما شكل المنتدى فرصة سانحة لتسليط الضوء على برنامج  العمل التنموي لمدينة فاس و للفرص الاستثمارية بها.


أكد رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني في كلمة القاها في افتتاح الملتقى التزام حكومة  بلاده بمواكبة التنمية المستدامة لجميع جهات المملكة المغربية، وأنها تعمل على دعم عمل الجهات على جميع المستويات. وأشار العثماني إلى أن السلطة التنفيذية تعمل وفقا لرؤية وآفاق واضحة للغاية، لاسيما من خلال العمل بمعية مختلف الفاعلين على وضع برامج تنموية قطاعية، من شأنها أن تشكل أرضية للعمل في خدمة الجهود التنموية المبذولة على المستويين المحلي والجهوي. ولفت إلى أن المغرب نجح في الانتقال من المركز 128 سنة 2010 إلى المركز 69 عام 2017 في مؤشر تنفيذ الأعمال Doing Business وأن الهدف هو الوصول ضمن الـ50 الأوائل في سنة 2021. وقال: أن المشروع التنظيمي الجديد المتعلق بالمراكز الجهوية للاستثمار سيرى النور قريبا، وهو مشروع يهدف إلى تطوير عمل هذه المراكز من أجل تبسيط عمل المقاولين، وتحسين ظروف الاستثمار.
واختتم العثماني كلمته مؤكداً أن الحكومة تبقى مستعدة لبذل المزيد من الجهود بغية إيجاد الظروف المواتية للتنمية المستدامة المرجوة على مستوى جميع الجهات، مشيراً إلى أن فاس -مكناس التي تعد جهة جداً غنية بتاريخها، وحضارتها وإمكانياتها البشرية والاقتصادية، تتوافر فيها جميع العناصر التي تجعلها تمنح نفسا جديدا لمسيرتها التنموية.


من جهته أكد وزير المالية المغربي أن المغرب يعتبر على رأس الدول التي تعرف ارتفاعا كبيرا من حيث الاستثمارات العامة التي تمثل أكثر من 30% من حجم الاستثمارات .. وأن المغرب يسعى قدماً في مسيرة التنمية من خلال تنفيذ الاستراتيجيات والخطط التي من شأنها أن تحقق التنمية المستدامة.
من جانبه أكد رئيس جماعة فاس ادريس الأزمي الإدريسي أن جميع الأقاليم والجماعات التابعة لجهة فاس - مكناس، تتوافر لديها مخططات وبرامج تنموية استراتيجية تشجع رؤية واضحة بالنسبة للمستثمرين، مستعرضا في هذا الإطار المزايا العديدة للجهة، الكفيلة بتشجيع وإضفاء الدينامية على الاستثمارات، بما في ذلك الموارد البشرية المؤهلة، والجامعات ومعاهد التكوين، لافتاً إلى أن الجهة تعيش حالياً نشاط اقتصادي هام لاسيما في مجالي الصناعة التقليدية والسياحة. واعتبر الادريسي المنتدى الاقتصادي فاس- مكناس أرضية تتيح للفاعلين إبراز المزايا التنافسية والفرص الاقتصادية التي تخولها الجهة.
واعتبر رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة فاس مكناس، رئيس المنتدى الاقتصادي بدر الدين الطاهري المنتدى الاقتصادي إطارا استراتيجيا يأخذ بعين الاعتبار "تنوع الثقافات والعوالم التي تتعايش على كوكب واحد وتندمج في مجموعة عالمية، والتي تعزز الخيار الذي تم التأكيد عليه مند الدورة الأولى للمنتدى، بإضفاء البعد المنفتح والعالمي على المدن المغربية. وأكد الطاهري على أهمية  تنمية المبادلات الدولية مع الشركاء خارج الأسواق التقليدية وفتح آفاق رحبة أمام الاستثمارات، وقال: لقد أضحى المنتدى موعدا لتحفيز اقتصاد الجهة ورافعة تتيح النهوض بها على المستوى الدولي خاصة وأن جهة فاس- مكناس  تتميز بموقعها الجغرافي وتاريخها القديم.


وأعرب الطاهري عن أمله في جعل المنتدى يساهم في بلورة مقترحات غايتها تحسين مناخ الأعمال وجذب الاستثمارات إلى جانب وضع أسس مستقبلية أفضل تتيح لطرح مبادرات شابة من شأنها تحفيز التحولات التي تفرضها العوالم الرقمية الجديدة.
كما اعتبر رئيس مجلس جهة فاس - مكناس امحند العنصر انعقاد الدورة الثانية من المنتدى يشكل تحديا في حد ذاته، و أن جهة فاس- مكناس تتميز بجاذبية كبيرة اعتبارا للإمكانيات العديدة الاقتصادية والفلاحية والثقافية التي تمتلكها.. وقال: تعتبر جهة فاس – مكناس قلب المغرب لغناها وتنوع مواردها داعيا إلى انخراط الفاعلين والمستثمرين المغاربة والأجانب في رفع مختلف التحديات التنموية وتعزيز التنافسية على مستوى الجهة.


فعاليات..
تضمن الملتقى الدولي للمدن المتوأمة والصديقة مع فاس على جلسات عمل متعددة ترأسها رئيس جماعة فاس ادريس الأزمي الإدريسي ونائبته ابتسام الدحماني بحضور ممثلي المدن المشاركة التي عرضت عن تجاربها في مجالات التنمية المختلفة.


تحدث أمين عام منظمة المدن العربية المهندس احمد حمد الصبيح في ورق عمل بعنوان "دور المدن في التنمية" عن أهمية المدينة في تحقيق التنمية المستدامة باعتبارها أصبحت ركيزة أساسية في قاعدة الانطلاق نحو التنمية.. وكذلك في استراتيجية  الدول والحكومات وصانعي القرار والمخططين لتحقيق النمو المستدام... فالإدارة المحلية هي عنصر من عناصر العمل الإنمائي المحلي والدولي والذي يفترض أن يحظى بالكثير من الاهتمام.  وأشار إلى أن التقدم في هذا المجال يتطلب جهود غير عادية لإعداد القيادات المحلية وتمكينها من تحقيق أهداف وتطلعات مجتمعاتها،  خاصة في ظل المتغيرات المتسارعة في السنوات الخمس  الأخيرة والتي تركت بصماتها على الكثير من الدول والمدن... وأصبح لدى ساكن المدينة والريف، شعور بالحاجة إلى انتهاج سياسات تحكمها رؤية أوضح لتطوير تطلعاته، وترجمتها إلى واقع يسمح له أن يبني مستقبله... من خلال التعليم الجيد، وفرص العمل المناسبة، وسبل المعيشة اللائقة. وكافة الخدمات الأساسية. وقال: من خلال قربنا من المدن ، تحتاج  المدينة في مختلف مراحل التنمية إلى إحداث تحولات اجتماعية واقتصادية، لتحسين المعيشة، والحفاظ على الرخاء، وتعزيز المشاركة الاجتماعية، وضمان الاستدامة البيئية وتأسيس بيئة مستقرة لتحقيق الازدهار ومواكبة التطورات. لافتاً إلى أن التنمية  اصبحت اليوم تفرض نفسها كمفهوم عملي للمشاكل المتعددة والتحديات التي تواجه المدن.. فالتنمية تسمح بتقييم المخاطر ونشر الوعي وتوجيه العمل على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.. مؤكداً على أهمية تبني استراتيجية تنموية للمدن ومواكبة المتغيرات في الساحة.


وأشار الصبيح إلى ما تقوم به منظمة المدن العربية من خطط واستراتيجيات من شأنها أن تسهم في إبراز دور المدن والبلديات والشركاء الأخرين،  والتشجيع على الريادة والابتكار، لجعل المدن جاذبة للعيش والعمل... وقال: تعمل المنظمة ومؤسساتها على الربط بين استراتيجياتها وبرامجها وبين أهداف وغايات التنمية المستدامة، ففي أبريل الماضي نظم المعهد العربي لإنماء المدن وهو أحد مؤسساتنا ومقره في الرياض نظم مؤتمر "المشروعات الصغيرة والأسر المنتجة رافد للتنمية" في أغادير وتناول المؤتمر مجموعة من الموضوعات المهمة التي تصب في التنمية مثل التشريعات والسياسات والنظم الإدارية المختصة بالمشروعات الصغيرة والأسر المنتجة ، دور الأجهزة الحكومية والقطاع الخاص والبلديات في بناء بيئة لإنجاح المشروعات الصغيرة والمتوسطة، و للحد من الفقر والبطالة وتوفير فرص العمل للشباب وتشجيع الإبداع وتعزيز الروح الابتكارية للشباب وغيرها من الموضوعات. كما كان لمؤسسة المنتدى العربي للمدن الذكية ورشة عمل في الرباط بعنوان " التحول الإلكتروني والذكي في المدن العربية" التي سلطت الضوء على واقع الحال قبل عملية التحول الإلكتروني وتحديد الاتجاه المستقبلي للخدمات البلدية، وكيفية استشراف المستقبل لوضع استراتيجيات التحول الذكي وسبل الاستفادة من البيانات الكبيرة في هذا المجال، بالإضافة إلى مناقشة العقبات نحو التحول وخطط التغلب عليها من خلال  رسم السياسات والاستراتيجيات المتبعة في عملية التحول.  ومؤخراً في دبي نظم مركز البيئة للمدن العربية بالتعاون مع بلدية دبي "أسبوع الاستدامة العربي الأول"،  حيث ركزت أوراق العمل على  بناء القدرات العربية و نقل وتبادل الخبرات حول أفضل الممارسات والسياسات والتشريعات والتقنيات والمشاريع التنموية المستدامة.


واختتم الصبيح حديثه مؤكداً أن ما تقوم به منظمة المدن العربية يعد ترجمة عملية لخارطة الطريق التي اطلقتها في مؤتمرها العام في المنامة مايو  2016 والتي نصت على أن تحقيق أهداف التنمية المستدامة يتطلب تطوير خطط وبرامج واستراتيجيات عمل المؤسسات التابعة للمنظمة لدفع الإدارات المحلية في منطقتنا العربية نحو اعتماد خطة تنموية يشارك في إعدادها الشباب والمرأة والقطاع الخاص وهيئات المجتمع المدني والجامعات وغيرها.


كما تضمن المنتدى الاقتصادي عدد من ورش العمل حول عدة موضوعات من بينها "إنعاش السياحة.. مقاربة استشرافية مجددة"، واستراتيجية ومفاتيح إطلاق ديناميكية نمو للصناعات الفلاحية والغذائية"، و"التنمية المستدامة / أو الرقمية.. رهانات القرن 21"، و"الهجرة، والتفاعل بين الثقافات: تعبئة رافعات جديدة للاستثمار".


تم خلال المنتدى توقيع 7 اتفاقيات شراكة وتعاون بين غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة فاس مكناس وغرفة التجارة في غروناد باسبانيا، ومجلس مدينة فاس مع عدة مدن أفريقية.