الملتقى الشبابي الخليجي العربي: تمكين الشباب وتوفير البيئة الحاضنة للإبداع والابتكار

عند الحديث عن التنمية المستدامة، أهدافها وغاياتها، لا يمكن اغفال دور الشباب وضرورة اعطائهم مساحة أكبر للكشف عن مواهبهم وابداعاتهم والعمل على تنميتها وترجمتها على أرض الواقع.
وفي الملتقى الشبابي الخليجي العربي الثاني، ودورهم في التنمية المستدامة ، والذي انعقد في الكويت في ابريل 2019 تم التأكيد على ضرورة  تمكين الشباب وتزويدهم بالأدوات اللازمة ، وتوفير البيئة الحاضنة للابداع والابتكار وتنمية روح المبادرة ، لاسيما في المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والتي تخلق اثارا اجتماعية ايجابية ، وتسهم في انجاز هدف أو أكثر من أهداف التنمية المستدامة.من هذا المنطلق جاءت فكرة  تنظيم الملتقى الشبابي في دورته الثانية وجمع نخبة من الشباب العربي الذين يملكون افكارا ريادية وابتكارية  تدعم جهود التنمية المستدامة في الدول العربية.


منظمة المدن العربية شاركت في فعاليات الملتقى الذي  نظمته جمعية المياه الكويتية بالتعاون مع المعهد العربي للتخطيط وكان للمنظمة مداخلات مع المشاركين من الشباب العربي حول دورها في دعم المدن والبلديات العربية واستقطاب المبدعين من الشباب في تنفيذ أجندة التنمية المستدامة.


وكيل شؤون الأسرة الحاكمة الرئيس الفخري لجمعية المياه الكويتية الشيخ صباح ناصر صباح الأحمد أكد في افتتاح الملتقى انه "منذ انطلاق مسيرة التنمية والنهضة الحديثة في الكويت، تراعي الدولة شمولية إعداد وتأهيل العنصر البشري خصوصا فئة الشباب من خلال توفير خطط وآليات تتوافق مع تنمية متطلباتهم واستثمار طاقاتهم في شتى المجالات".


وأشار الشيخ صباح الناصر الى ان "الدولة تراعي أيضا إطلاق العنان لمؤسسات المجتمع المدني لتشارك في تحقيق تلك الغاية الوطنية النبيلة"، لافتا الى انها وفرت البيئة المناسبة لاكتشاف هذه الطاقات والإبداعات تحقيقاً لرؤية سمو أمير البلاد الداعم الاول للشباب ولمقولة سموه “الشباب أغلى ما نملك من ثروة وأفضل استثمار”.


وقال الشيخ صباح الناصر ان "التحدي كبير يتمثل في التعامل الراشد وبث ثقافة مستدامة بين مختلف القطاعات المجتمعية وبخاصة الشباب فهم عماد الغد الذين نضع عليهم الآمال بحمل مشاعل المستقبل، لذا فالأمانة تتطلب منا إزاحة العراقيل من دربهم وحسن إعدادهم بشمولية، وتعريفهم بالمخاطر التي تواجههم ،وإشراكهم في صنع القرار لوضع حلول مستدامة على المستوى الوطني".
وتابع "اننا نعول على جلسات الملتقى الحوارية والمشاريع والمبادرات والتوصيات والمناقشات بان تخرج بما يثري الميدان الخصب، لاسيما وان هذا الملتقى مشمول بنخب علمية متميزة وشباب لديهم من الهمة والإرادة ما يحقق ما نصبو إليه جميعاً في هذا المحفل العلمي الخليجي والعربي".


من جهته، قال رئيس جمعية المياه الكويتية د.صالح المزيني أن "حكومة الكويت تقدم كل الدعم لقطاع المياه بغرض تطوير تلك الخدمة وتوفيرها وتأمين حاجة المواطنين والمقيمين من المياه ودعم الستراتيجية الوطنية للمياه".


وأكد المزيني أن الريادة التي حصلت عليها الكويت في قطاع المياه جاءت نتيجة للجهود التي تبذلها الدولة في تطوير هذا القطاع بلا حدود وضمن الخطة الستراتيجية للتنمية المستدامة بالكويت وفقاً للرؤية المستقبلية لسمو الأمير لكويت 2035.


وأوضح بأن أزمة المياه وهدره لهما انعكاسات سلبية على الحياة اليومية وعلى المواطنين، مشيرا إلى أن ضمان استدامة المياه يمثل تحدياً كبيراً للدولة، وذلك نتيجة النمو المتزايد في الطلب، الأمر الذي تطلب إنفاق مبالغ كبيرة لتحقيق متطلبات المياه مع أن المرحلة القادمة تتطلب ترشيد الإنفاق والحد من الاستهلاك العالي.


بدوره قال المدير العام للمعهد العربي للتخطيط الدكتور بدر مال الله في الملتقى انه يهدف إلى اكتشاف الإبداعات والاختراعات والمبادرات الشبابية التي تحقق أهداف التنمية المستدامة.


وأشار إلى أن المعهد العربي للتخطيط يعتبر قضايا الشباب من الأولويات الرئيسة في سياساته وأنشطته وبرامجه كما انه يشارك ويتعاون مع هيئات شبابية في الدول العربية كافة.



الشباب في العالم

يقدر عدد الشباب في العالم بمليار وثمانمائة مليون شخص، ويمثل الشباب النسبة الاكبر من المجموع الكلي لسكان العالم. وتشير التركيبة السكانية في العالم العربي إلى ذات النتيجة، حيث أن فئة الشباب تحتل المرتبة الأولى، مقارنة بالفئات العمرية الأخرى. وتضمنت الخطط والرؤى الاقتصادية للدول العربية دورا بارزا للشباب في دعم جهود التنمية المستدامة، إلا أن الشباب يواجهون تحديات كثيرة أهمها ارتفاع معدلات البطالة وضعف الانتاجية وعدم الاستغلال الأمثل لقدراتهم الكامنة. وعلى الرغم من كل تلك التحديات، يقوم الشباب بالمساهمة، وبشكل فاعل من خلال ما يقدمونه من أفكار ومبادرات إبداعية وابتكارية في تنمية انفسهم وأسرهم وتقدم مجتمعاتهم المحلية والاقتصاد الوطني.