المنتدى العربي للتنمية المستدامة لعام 2019  "الاسكوا"

شاركت منظمة المدن العربية في الدورة السادسة للمنتدى العربي للتنمية المستدامة لعام 2019 الذي انعقد تحت شعار "تمكين الناس وضمان الشمول والمساواة في المنطقة " و نظمته لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)  بالشراكة مع جامعة الدول العربية ومنظومة الأمم المتحدة العاملة في المنطقة العربية في الفترة 9-11 أبريل 2019 في بيروت بحضور رئيس الدورة الحالية وزير التخطيط العراقي نوري الدليمي، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ووكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للإسكوا رولا دشتي ونائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد وحشد من الخبراء وكبار المسؤولين في المؤسسات المعنية بالتخطيط وبمتابعة تنفيذ خطة عام 2030. وممثلون عن المؤسسات الحكومية العاملة في التنمية الاجتماعية والتخفيف من حدة الفقر والتنمية الاقتصادية والتشغيل والبيئة والموارد الطبيعية والبيانات والإحصاء والتكنولوجيا. وممثلون عن المنظمات الحكومية الإقليمية والدولية وشبكات وهيئات المجتمع المدني  وممثلون عن وكالات الأمم المتحدة العاملة في المنطقة العربية.


وألقت الأمينة التنفيذية للاسكوا رولا دشتي كلمة قالت فيها: "إن الدراسات الجديدة للواقع في البلدان العربية تعكس ظواهر إيجابية تبعث على الإيجابية، فمعظم البلدان اعتمدت خططا تنموية بعيدة المدى ووضعت سياسات تربوية، وتم ترسيخ مبادئ حقوق الإنسان في دساتيرها، ومنطقتنا اليوم تتمتع بكادر شبابي قادر على النهوض بمجتمعاتنا وتقديم الإنجازات، ولكن الطريق لا يزال طويلا جدا للوصول إلى تنمية مستدامة شاملة".


واختتمت كلمتها قائلة: "هدفنا أن نقدم خدمات أكثر ملاءمة للمنطقة العربية والسير على مبدأ التنمية المستدامة إيمانا منا بالأهداف السامية لتحقيق العدالة الاجتماعية. وكلنا أمل بتحقيق هذه الأهداف السامية لما فيه خير مجتمعاتنا وسلم أجيالنا القادمة".


ثم تحدث الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط  مشيراً إلى أن الجامعة العربية تظل المؤسسة الحاضنة لمجمل النشاط العربي المرتبط بمختلف أوجه التنمية، بما يشمله ذلك من عمل في مجالات الاقتصاد والشؤون الاجتماعية والبيئة والإسكان والصحة والتعليم، وغير ذلك من الموضوعات الحيوية ذات الاتصال الوثيق بحياة الإنسان العربي، وهي الوعاء الحاضن لكل الجهود والنشاطات التي تبذل للتنسيق بين المؤسسات العربية العاملة في المجالات كافة.


وقال: " أن المنتدى العربي للتنمية المستدامة فرصة مهمة للتفاعل بإيجابية مع القرارات المرتبطة بالعملية التنموية الصادرة عن القمم العربية، خاصة قمة بيروت التنموية، التي تعاملت مع أهداف أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 في العديد من أبعادها".


من جهته، أكد وزير التخطيط العراقي نوري الدليمي أن رؤية التنمية المستدامة لعام 2030  هي ركيزة أساسية لإرساء بيئة آمنة ومستقرة ومحفزة لمختلف القطاعات، وضمان لمشاركة الجميع في الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية خاصة الشباب. كما أكد على أهمية مواصلة السعي لبناء مستقبل أفضل للإنسان ودوره الوجودي ووظائفه الاجتماعية، وتمكينه المادي وغير المادي من تعليم وفرص عمل، وكسب الدخل والتخلص من الفقر والتهديد وانعدام الأمن، وتعزيز المهارات والمعارف والأوضاع المعيشية والصحية، وتحسين بيئة الأعمال التجارية، وتشجيع الفئات الأضعف في تحقيق اندماج فاعل في المجتمع. وقال: " أن أهمية إخضاع هذه الأهداف لمراجعة مستمرة، يتم خلالها رصد واستعراض التقدم المحرز، وتعزيز الشعور بأهمية أهداف التنمية المستدامة 2030 على الدوام".


من جهتها، قالت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد إن العام 2019 هو عام محوري بالنسبة لخطة التنمية المستدامة لعام 2030 ، وشددت على أهمية عنصر الشباب والتكنولوجيا والابتكار في دفع النمو الاقتصادي قدما. وأشارت إلى ارتفاع نسبة مشاركة النساء في الحياة السياسية في عدد من الدول العربية. لافتة إلى أن النزاعات في العالم العربي لا تشكل عائقا أمام تحقيق أهداف التنمية المستدامة فحسب، بل تضيف عوائق جديدة.


استعرض المنتدى في يومه الأول التقدم المحرز على الصعيدين العالمي والإقليمي في تنفيذ أهداف محددة وتناول السياسات والآليات اللازمة للحد من عدم المساواة داخل البلدان. كما بحث في ثلاث جلسات متخصصة الشمول والتمكين كسبل نحو السلام والتنمية، والنهوض بالعمل المناخي في المنطقة العربية، وضمان مشاركة مستدامة للمراهقين والشباب في المنطقة.


وفي ختام أعمال المنتدى العربي للتنمية المستدامة لعام 2019   خلص المشاركون إلى عدد من الرسائل التي تؤكد على مبادئ خطة التنمية المستدامة لعام 2030  والتي جاءت على النحو التالي:


-أن المساواة حق طبيعي من حقوق الإنسان وركيزة أساسية للتنمية وأن تكلفة تحقيق المساواة، على ارتفاعها، تبقى أقل بكثير من تكلفة اللامساواة التي تولد التمييز والعنف وتؤدي إلى عدم الاستقرار وتعيق التنمية.
-التأكيد على تمكين الجميع والشباب والنساء بشكل خاص وعلى عدم إهمال أحد وعلى مكافحة اللامساواة التي تبلغ معدلها الأعلى في المنطقة العربية.
- العمل على إصلاح المؤسسات والتركيز على تحسين نوعيتها والاستفادة من الثورة الرقمية القادرة على تمكين الدول من استخدام أقصى إمكاناتها البشرية وشبابها المتعلم ومواردها المالية وموقعها الجغرافي المميّز للعمل كقوة مكمّلة في تحويل اقتصاداتها ومجتمعاتها.
- تشجيع التكامل الاقتصادي الإقليمي وتعزيزه وعلى الحاجة إلى إرادة سياسية وقيادة فعالة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وإلى تنسيق قوي بين جميع الفرقاء المعنيين وزيادة الاستثمارات في بناء القدرات وأنشطة رفع الوعي في المنطقة العربية.
وعلى هامش المنتدى، أطلقت الإسكوا تقرير الأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة 2019 على المستوى الإقليمي بعد أن كان أطلق على المستوى العالمي من نيويورك قبل أيام، وذلك بحضور مجموعة من الخبراء المعنيين بالتمويل والتنمية والاقتصاد والتجارة والبيئة. وفقا لما ورد في التقارير، يحتاج العالم العربي إلى 3.6 تريليون دولار أميركي لتمويل برنامج التنمية المستدامة 2030 من اليوم إلى 2030.



اجتماع ثنائي



استقبلت الرئيسة التنفيذية الدكتورة رولا دشتي في مكتبها بمقر الأسكوا معالي الأمين العام لمنظمة المدن العربية المهندس احمد حمد الصبيح حيث تبادل الطرفان الرؤى والأفكار التي تتصل بتعزيز التعاون لتنفيذ أجندة التنمية المستدامة عام 2030 على المستويين الوطني والمحلي في الدول العربية.  وأكدت د. دشتي أهمية تفعيل التعاون من خلال إعداد برامج وتنظيم ورش عمل متخصصة تتصل بالأجندة العالمية للتنمية المستدامة.


من جانبه أعرب الأمين العام المهندس احمد حمد الصبيح عن استعداد المنظمة والمؤسسات التابعة لها للتعاون بوضع برامج واستراتيجيات تساعد المدن العربية في تحقيق الأهداف التنموية بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل  وندوات علمية تتصل بأبرز تحديات المدن العربية.


حضر الاجتماع  المساعد الخاص للأمينة التنفيذية الدكتور مهند علي الموسوي.


كما التقى الأمين العام المهندس احمد حمد الصبيح بخبيرة الإحصاءات الاقتصادية والاجتماعية في الإسكوا فتحية سعيد عبد الفاضل التي أكدت على أهمية التعاون المشترك بين الجانبين بما يتصل بقضايا المدن العربية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.