بلدية الميناء/ لبنان تستضيف الدورة التدريبية الثانية حول الإدارة الثقافية

علم الدين: ندعم الخطط والبرامج التي تقوم بها المنظمة بهدف التعاون المثمر بين البلديات
الصبيح: أهمية صياغة تكامل ثقافي عربي لإنجاح الخطط التنموية بعيدا عن المفهوم التقليدي
رمزي نهرا: انعقاد الدورة خطوة هامة في تطوير عمل الإدارات المحلية على كافة الأصعدة

عقدت مؤسسة مجموعة العمل الثقافي للمدن العربية احدى مؤسسات منظمة المدن العربية، دورتها التدريبية الثانية حول الإدارة الثقافية، في الفترة 4-6 أكتوبر(تشرين الأول) 2019، في بلدية الميناء (لبنان) بحضور أمين عام منظمة المدن العربية المهندس احمد حمد الصبيح ورئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين ومحافظ لبنان الشمالي القاضي رمزي نهرا وبمشاركة 15 متدرباً من المدن والبلديات اللبنانية وعدد من الأكاديميين والمؤسسات الجامعية والثقافية.


افتتحت الدورة التدريبية بكلمة رئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين أشار فيها إلى دور منظمة المدن العربية في دعمِ الخططِ الهادفة إلى تطوير قدرات المدينة العربية من أجل رفاهية الساكنين. لافتاً إلى ما يقوم به الأمين العام من جهود لتطوير آلية البرامج التي من شأنها أن تحقق التنمية المستدامة والنهوض بالمدن العربية. وقال:"ندعم ما يقوم به الأمين العامِ لمنظمة المدن العربية من مساعي تهدف إلى تعزيز العلاقات الأخوية بين مدننا العربية، والتعاون المثمر بين البلديات لمواكبة كل ما هو جديد في مجالات التنمية المستدامة.



 واشار علم الدين إلى أن مدينة الميناء انضمت إلى منظمة المدن العربية في 18 أبريل/نيسان 1974 وكانت سادس مدينة لبنانية بعد بيروت وطرابلس وزحلة وصيدا وعاليه تنظم إلى جانب المدن الأعضاء في المنظمة.



 وأكد أن بلدية الميناء تتعاون بشكل فاعل مع المنظمة ومؤسساتها فجاء تنظيم الدورة الثانية حول الإدارة الثقافية لتشكل إضافة جديدة في التعاون المشترك وتبادل الخبرات والاستفادةِ من الجهودِ المبذولةِ بلديّا على صعيدِ الثقافة.



واضاف قائلاً:"نحن في مدينة الميناء نطمح إلى العديد من المشاريعِ مع منظمة المدن العربية على صعيدِ تطوير الحدائق العامة وتوسيعِ مشاريعِ الزراعة إضافةً إلى فكرة التعاون لإنشاء مكتبة إلكترونية في القصر البلدي تحت اسم منظمة المدن العربية ليتمكنَ شباب الميناء من التعامل مع الأفكار والمشاريعِ المتوافرةِ في البلديات العربية لتوسيعِ الأفاق وتمتين الترابط بين بلديات المدنِ العربية."



ولفت إلى دعم هذا محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا في متابعة قضايا مدينة الميناءِ وحرصه على أن تبقى لؤلؤةَ الشمال البحرية.



من جهته قال أمين عام منظمة المدن العربية المهندس احمد حمد الصبيح أن انعقاد الدورة التدريبية الثانية حول الإدارة المحلية يأتي تنفيذاً لخارطة الطريق التي اتخذنها منظمة المدن العربية ومؤسساتها في اجتماع المجلس التنفيذي في نواكشوط في العام 2017 لتفعيل الأهداف العالمية للتنمية المستدامة وقال:"لقد انطلقت الدورة الثقافية الأولى في العاصمة الأردنية عمّان استكمالاً " للمنتدى الثقافي للمدن العربية الصينية " الذي انعقد في مدينة شنغدو الصينية في العام الماضي.. وها نحن اليوم في بلدية الميناء لنؤكد مجدداً أهمية الجانب الثقافي في دعم الخطط والاستراتيجيات التي تقوم بها الإدارات المحلية من أجل تطوير المدن على طريق النمو المستدام"... مؤكداً أن الثقافة أحد الأسس المهمة لبناء التنمية الشاملة المستدامة.


ودعا  الصبيح لصياغة تكامل ثقافي عربي لإنجاح الخطط التنموية بعيدا عن المفهوم التقليدي، وذلك من اجل تجديد السياسات الثقافية ورسم استراتيجيات تنمية ثقافية معاصرة تهدف للبناء والتطوير.


وقال:"نحن نؤمن أن الإدارة الثقافية لها أهمية في الإدارات المحلية ضمن مهامها المتعددة تجاه المدن والساكنين في مختلف الميادين الإنشائية والعمرانية والبيئية والصحية والتعليمية والتخطيطية، كما تعتبر احد المقومات الرئيسية لبناء الإنسان الذي يشكل الأداة الفاعلة للتغيير والتطوير ومواكبة الحداثة" .
وأضاف الصبيح قائلاً:"أن البعد الثقافي يعد أحد الوسائل التي تعمل على تشكيل شخصية المدينة وتعزز من هويتها الثقافية وهذا يدعونا لجعل الثقافة مفهوما مركزياً ومحوريا في الإدارات المحلية ليشكل انطلاقة فاعلة في الربط بين مؤسسات المجتمع المدني من المبدعين والمفكرين والمثقفين والهيئات المعنية بالثقافة والتنسيق بينها والتعاون معها ومع الأفراد لتشجيع التخطيط الثقافي الجماعي بما يسهم في تطوير وتنمية المدينة."







كما أثنى محافظ لبنان الشمالي القاضي رمزي نهرا على جهود منظمة المدن العربية ممثلة بأمينها العام وسعيه في تعزيز التعاون المشترك بين المدن والبلديات العربية.  واعتبر انعقاد الدورة التدريبية الثانية حو ل الإدارة الثقافية خطوة هامة في تطوير عمل الإدارات المحلية على كافة الأصعدة.
تهدف مجموعة العمل الثقافي للمدن العربية من الدورات التي تقوم بتنظيمها إلى مساعدة البلديات العربية على تفعيل ملفاتها الثقافية، والانخراط في برامج متوازية للتنمية الثقافية في مجتمعات المدن والبلدات العربية. حيث عقدت مجموعة العمل الثقافي الدورة الأولى في مدينة عمّان خلال شهر أبريل/ نيسان 2019، وتعمل على تنفيذ عدد من الدورات المماثلة في مدن عربية في الفترة القادمة.


تضمنت الدورة التدريبية عدة محاور رئيسية: مفهوم التنمية الثقافية من خلال البلديات، برامج المدن التعلّمية التي أطلقتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، قياس مؤشر التنمية الثقافية في مجتمعات المدن، بناء العلاقة بين البلديات والإعلام الثقافي، وتجارب عالمية في التنمية الثقافية.


استعرض مدير عام مجموعة العمل الثقافي للمدن العربية المهندس سامر خير أحمد، خلال الجلسة الافتتاحية للدورة التدريبية، خلفيات إنشاء المجموعة وأدبياتها والسياق المفاهيمي الذي تعمل في إطاره، فضلاً عن تعريف المشاركين بمنظمة المدن العربية ومهامها وجهودها.


اختتمت في بلدية الميناء، أعمال الدورة التدريبية الثانية حول الإدارة الثقافية التي نظمتها منظمة المدن العربية بالتعاون مع بلدية الميناء


وعقدت ندوة ختامية للدورة التدريبية تحدث فيها رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي صفوح منجد حول "بناء العلاقة بين البلديات والإعلام الثقافي" بحضور المدير العام لمجموعة العمل الثقافي للمدن العربية  المهندس سامر خير، وعضو المجلس البلدي في الميناء عامر فيض الله، وممثل عن رئيس بلدية طرابلس رئيس اللجنة الثقافية في المجلس البلدي باسم بخاش، وهيئات ثقافية واجتماعية وأعضاء مجالس بلدية ومنتدبين.


تناول منجد موضوع الندوة انطلاقا من تجربته في الصحافة اللبنانية مشيراً إلى أبرز المحطات التنموية التي شهدتها كل من طرابلس والميناء في تسعينات القرن الماضي إلى اليوم وقال:"في حين تسبب تنفيذ "الإرث الثقافي" بطرابلس بإلحاق التشويهات والأضرار بالبنية الأثرية والتراثية للمدينة والتي ما تزال آثارها المدمرة ماثلة إلى اليوم في الأحياء القديمة بالمدينة و استطاع المجلس البلدي في الميناء بعهد رئيسه عبد القادر علم الدين أن ينفذ المشاريع التنموية الثقافية منها والحضارية بشكل لافت، لاسيما منها الكورنيش البحري الذي يكاد يضاهي المشاريع القائمة عند الشاطئ البحري في العديد من المدن المتوسطية".



وأضاف: "أن طرابلس والميناء يتطلعان اليوم إلى انطلاقة أعمال وفعاليات الاحتفالية الكبرى باعتبار طرابلس عاصمة للثقافة العربية 2023 بعد أن تم إقرارها من قبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الالكسو) حيث ينتظر تعيين اللجنة المحلية المشرفة على هذه الاحتفالية من قبل وزارة الثقافة لتتمكن هذه اللجنة من وضع برامج هذه الاحتفالية".



كما عقدت جلسة بعنوان "المدن التعليمية وتطبيقاتها في المدن العربية" تحدث فيها مدير عام مجموعة العمل الثقافي المهندس سامر خير احمد ، تناول ركائز التنمية الثقافية والتي تمثل المجال الذي تنتقل فيه المجتمعات من حال إلى حال فتتغير مفاهيمها ومعاييرها مما يمكنها من تغيير سلوكها بطريقة تخدم خطط التطوير والنهوض التي تتطلع إليها.



وتوقف عند المهام الملقاة على العمل الثقافي في المدن العربية من خلال استخدام المنتجات الثقافية من فنون وفكر وأدب لاستيعاب الظروف الجديدة للعمل الثقافي بما ينسجم مع حاجة المجتمعات لوجود منظومة ثقافية تستطيع خدمة المجتمع، متحدثا عن ابرز التجارب في المدن العالمية لاسيما برشلونة وبكين وسيول وميونخ.


في ختام أعمال الدورة التدريبية تم تقديم شهادات التدريب للمشاركين.  كما تم الاتفاق على قياس مؤشر التنمية الثقافية في بلديّتي الميناء وطرابلس اللبنانيتين، وإطلاق مشاريع تندرج في إطار مشروع المدن التعلّمية.