مؤتمر المدن والبلديات الذكية: انطلاقة فاعلة نحو التحول الالكتروني والمدينة الذكية

تحت رعاية وحضور الرئيس التركي رجب طيب اردوغان نظم اتحاد البلديات التركية بالتعاون مع منظمة المدن العربية "مؤتمر ومعرض المدن والبلديات الذكية" في العاصمة التركية انقرة 15-16 يناير 2020 بحضور رؤوساء البلديات التركية والعربية ومنظمات وهيئات إقليمية ودولية وعدد من الخبراء والمختصين في مجال المدن الذكية وبمشاركة 42 دولة من العالم.


جاءت أهمية انعقاد المؤتمر في اطار الأهداف العالمية للتنمية والتحول نحو المدن الذكية باعتبارها باتت مطلباً أساسياً في خطط واستراتيجيات التنمية في العالم، كما اتاح المؤتمر فرصة للنقاش وتبادل الاراء والاستفادة من التجارب والخبرات بما يعزز العمل المشترك لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في المدن والبلديات العربية .


أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمته خلال افتتاح أعمال المؤتمر أن بلاده سيكون لها دور كبير في سوق المدن الذكية وأن بلاده عازمة على اتخاذ كل ما يلزم لإنجاح هذا الدور.لافتاً إلى الترتيب والتنسيق الذي سيتم اتخاذه في هذا الشأن وقال:"سوف نحدد المعايير سوية، وندير هذه المرحلة برقابة صارمة.. نعمل  من اجل تطوير بلدنا وهذا ما نركز عليه واليوم نرى انجازات ونجاحات كثيرة في مختلف المجالات."


وأضاف أن تحقيق المدن الذكية بمثابة حجر أساس للتطور وأن مفهوم المدينة الذكية بدأ  مبكرا وبشكل  مبسط  ليصبح  امراً ملحاً  للتطور والتقدم.


وشدد على أن بلاده مصممة على ضمان أن يكون كل استثمار وكل خطوة في المدن متوافقة مع استراتيجية المدن الذكية، من الآن فصاعدًا.


وأشار الرئيس التركي أن بلاده لن تكتفي بتلبية احتياجاتها الخاصة في تطبيقات المدن الذكية، بل ستشارك أيضاً في التصدير عالمياً، وقال:"لقد وضعنا استراتيجية 2003-2023  لرفع مستوى المدن الذكية  الى مستوى لنكون بالمرتبات الأولى بين دول العالم  لذلك نركز على البنية التحتية والتعليم والصحة والمواصلات،  هدفنا الحصول على أفضل الخدمات وبأقل تكلفة  لتكون تطبيقات متناسقة مع بعضها البعض فلابد من استراتيجية متوافقة ومشاريع وبرامج مدروسة".


واختتم كلمته قائلاً:" المؤتمر  هو عبارة عن انطلاقة وطريق نير للانطلاق في عملنا لتحقيق المدينة الذكية..عازمون على اتخاذ كل ما يلزم كي نكون لاعباً رئيسياً في مجال المدن الذكية وهو المجال الذي من المنتظر أن يصل حجم سوقه الى أكثر من 800 مليار دولار خلال بضع سنوات."


من جهته قال وزير البيئة والتخطيط العمراني مراد كوروم :" أن هناك استراتيجية وخطة عمل وطنية للمدن الذكية لإعداد خطط  وحلول لمشاكل المدن والاستجابة لاحتياجات المستقبل بأسرع الطرق وأكثرها فعالية" .


ولفت الوزير التركي إلى أن بلاده اتخذت خطة عمل لتطبيق المدينة الذكية على مستوى المدن والبلديات التركية حسب ترتيب الأولوية بما يعزز التنمية المستدامة على كافة الأصعدة من خلال أنظمة ذكية تدخل في مجال الصحة والبيئة والنقل  وإدارة الكوارث. وأكد الوزير أهمية نشر الوعي لتحقيق الفائدة المرجوة.


واشار الوزير إلى خطة العمل وما تتضمن من نقاط من بينها بناء المدينة الذكية على جانبين من اسطنبول حيث سيتم تصميم مدينتين وفقاً لمفهوم الحي الذكي والمدينة الذكية لتسمح لإسطنبول بالتنفس بحركة المرور والمساحات الخضراء وبما يتوافق مع الساكنين. بالإضافة إلى تصدير منتجات وخدمات المدن الذكية المحلية والوطنية وإنشاء سوق ذكي للمدينة. وأكد أن بلاده ستدعم كل ما من شأنه تحقيق التحول للمدينة الذكية.


واختتم الوزير كلمته قائلاً:"ستكون الفترة القادمة فترة ستنمو فيها مدننا من خلال تطبيقات المدن الذكية وسيتم تسهيل حياتنا اليومية مع هذه التطبيقات وستتنافس مدننا مع مدن العالم. سنزيد من فعاليتنا الاجتماعية والثقافية في المدن الذكية ونبني مدن مستدامة".


كما أشار وزير الصناعة والتكنولوجيا مصطفى فرانك إلى أن المستقبل هو مستقبل المدينة  الذكية  وأنه يوجه صوته  لرؤساء البلديات بتفعيل هذا المفهوم لما له من حاجة ملحة، وقال:" كل مدينة ستقوم  بتطوير مخططات استراتيجية  خاصة بها  والمحافظون ورؤساء البلديات  في تنسيق  مستمر من اجل المدينة الذكية وهذا يتحقق بالبدء  بالبنى التقنية والتعاون بين المدن لتحقيق جودة الحياة، وهذا ما نركز عليه اليوم باعتبارها قيم إنسانية .


 من جانبها  قالت رئيسة اتحاد البلديات التركية رئيسة بلدية غازي عنتاب فاطمة شاهين:" نعمل جميعنا من أجل رفاهية الساكنين  من خلال رفع قدراتنا لتأمين حماية وحياة أفضل لهم. وأن تاريخنا الإسلامي حافل بالعلماء والمبدعين وعلينا الاستمرار بما حققه هؤلاء وسجله التاريخ.  يجب ان نعمل لمستقبلنا ونحقق طموحاتنا من خلال رؤيتنا المستقبلية  في إطار مدن ذكية."
تضمن المؤتمر على ثلاث جلسات عمل رئيسية حول مستقبل المدن الذكية والإنجازات المطلوبة وعرض للتجارب والاستراتيجيات التي تدفع بعملية التحول الالكتروني وتحقيق المدينة الذكية، وكان لمنظمة المدن العربية مشاركة في الجلسات الرئيسية  حيث شاركت في جلسة بعنوان " المدن الذكية والتعاون الدولي"من خلال مؤسسة المنتدى العربي للمدن الذكية بورقة عمل قدمتها مدير عام المنتدى المهندسة سميرة الدحيات إلى جانب عدد من المشاركين في الجلسة، الأمين العام لمجلس البلديات الأوروبية ونائب رئيس جمعية مدن الصداقة الدولية الصينية والمدير الإقليمي للوكالة الأمريكية للتجارة  وممثل مكتب تركيا من وكالة اليابان للتعاون الدولي وعمدة بلدية بانجول من غامبيا ورئيس ادارة مدينة مورمانسك من روسيا.


بدأت م. سميرة الدحيات بالتعريف بمنظمة المدن العربية وما تقوم به من برامج وخطط واستراتيجيات تتصل بعملية التنمية المستدامة في المدن العربية. كما لفتت إلى حرص واهتمام معالي الأمين العام للمنظمة المهندس احمد حمد الصبيح بما يقدمه المنتدى العربي للمدن الذكية "احدى مؤسسات المنظمة" خدمة للمدن والبلديات العربية. كما أشارت إلى الدعم الذي يقدمه معالي أمين عمّان رئيس المنتدى العربي للمدن الذكية الدكتور يوسف الشواربه وتواصله المستمر والمباشر  للبرامج التي يقدمها لاسيما وأن مدينة عمّان تستضيف المنتدى.


استعرضت الدحيات رؤية  وأهداف ورسالة المنتدى العربي للمدن الذكية وأهمية إنشائه كمؤسسة تابعة لمنظمة المدن العربية وما يقدم من برامج وأنشطة وفعاليات ذات قيمة فاعلة في مجال التحول الالكتروني والمدينة الذكية. كما استعرضت الخطط المستقبلية التي سيقدمها  والجهات المستفيدة منها والتي تشمل ما يزيد عن 650 مدينة وبلدية عربية. ولفتت إلى أهمية اشراك الساكنين في المدينة لمعرفة احتياجاتهم ومطالبهم كخطوة أولية لبناء مدن ذكية ومستدامة .


كما تضمن المؤتمر على 12 جلسة عمل جانبية شملت عدة مواضيع من بينها: تكنولوجيات المدينة الذكية، واستراتيجيات وسياسات بناء المدن الذكية ، والابتكار وريادة الأعمال في المدن الذكية ، والاستثمار والإدارة المالية في المدن الذكية ،بالاضافة الى حوكمة المدينة الذكية ، وحلول النقل الذكي ،وحلول الطاقة الذكية ، و المدن الذكية للنساء والأطفال .