مؤتمر الاثار والتراث الحضاري في الوطن العربي

مشاهدة المؤتمر (فيديو)

شاركت منظمة المدن العربية في الدورة الاستثنائية لمؤتمر الاثار والتراث الحضاري في الوطن العربي التي عقدت عبر الاتصال المرئي ونظمتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الالكسو" يوم 9 سبتمبر 2020 بمشاركة عدد من المدراء والمسؤولين في قطاعات التراث والاثار في الوطن العربي إلى جانب ممثلي المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية ذات الصلة من بينها منظمة اليونسكو والمركز الإقليمي للتراث العالمي في مملكة البحرين والمكتب الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي "إيكروم-الشارقة".


جاء انعقاد الدورة الاستثنائية لإلقاء الضوء على الأوضاع الأخيرة التي حلت في بعض المدن العربية وتأثيراتها على سلامة التراث الثقافي بها خاصة المواقع الاثرية والمعالم التاريخية ذات القيمة العالمية، واستعراض الاستراتيجيات والسياسيات الكفيلة لمعالجة الاضرار وحماية وصيانة التراث وتوظيفيه في منظومة التنمية الشاملة المستدامة.


أكد مدير عام الالكسو الدكتور محمد ولد اعمر في كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر على أهمية العناية بالتراث لما له من قيمة حضارية وضرورة تثمينه وتوظيفه في التنمية. ودعا إلى وضع التصورات والخطط العملية المشتركة لحمايته وانقاذه في حالات الخطر. ولفت إلى أن منطقتنا العربية تمر في مرحلة حرجة من جميع النواحي ما يتوجب علينا بحث حلول وخطط لحماية التراث العربي والإنساني.


من جهته أكد أمين عام منظمة المدن العربية المهندس أحمد حمد الصبيح أنّ مسؤولية الحفاظ على التراث هي مسؤولية مشتركة وأنّ المنظمة تعطي أهمية خاصة للتراث وتعتبره من أولوياتها وقال: أن المدن التاريخية والتراثية تختزن تاريخنا وتراثنا وقيمنا وهو ما يكسبها أهمية كبيرة تفرض علينا حمايتها من مختلف المؤثرات وصيانتها من أجل الأجيال القادمة. خاصة وان مدننا العربية تزخر بالأبنية والمعالم التراثية والتاريخية القيمة. وايماناً منا بأهمية التراث والحفاظ على هوية المدينة العربية بمختلف أشكالها وصورها دفع بمنظمة المدن العربية لإنشاء مؤسسة خاصة تعنى بالتراث "مؤسسة التراث والمدن التاريخية العربية" التي تأسست عام 2007 ومقرها في مدينة تونس العتيقة، والتي جاء انشاء هذه المؤسسة من صميم رؤيتنا في أهمية الحفاظ على هويتنا التراثية. مشيراً إلى أن المؤسسة تكرس أنشطتها وفعالياتها في حماية وصيانة التراث وأن مؤتمرها الأخير الذي انعقد في نوفمبر الماضي في العاصمة تونس جاء ليجسد أهداف منظمة المدن العربية في الحفاظ على هوية مدننا العربية.



واختتم كلمته قائلاً: أن أهمية التراث وحمايته تكمن باعتباره حجر الأساس الذي تقوم عليه ثقافة الأمم في تاريخها وحاضرها مما يتطلب منا وضع الخطط وإعداد البرامج التي من شأنها أن تحافظ على تراثنا وقيمنا من اجل الأجيال القادمة، لاسيما وأن عالمنا اليوم بما يميزه من تقدم وتطور يمنحنا مجالاً واسعا لحماية التراث وتوظيف التقنيات الحديثة في هذا الاتجاه.


تم في الجلسة الأولى للمؤتمر عرضعدد من المدن التي تأثرت نتيجة الأحداث الراهنة حيث استعرض مدير عام مديرية الاثار في وزارة الثقافة في لبنان م. سركيس الخوري تأثيرات الانفجار الذي حدث مؤخرا في مرفأ بيروت على سلامة الممتلكات التاريخية والاثرية في العاصمة بيروت.  ثم قدم رئيس الهيئة العامة للأثار والمتاحف في اليمن د. احمد بن طايع عرض حول تأثيرات الأوضاع المناخية على سلامة الممتلكات التاريخية والاثرية في المدن اليمنية.


وقدم مدير عام التراث بوزارة الثقافة في العراق د. اياد كاظم ورقة عمل حول حالة صون الممتلكات التاريخية والاثرية في المدن التاريخية في العراق. كما قدمت مديرة المركز العربي للتراث العالمي بمملكة البحرين د. شادية طوقان ورقة عمل حول صون الممتلكات الثقافية والطبيعية المصنفة على قائمة التراث العالمي المهددة بالخطر في البلدان العربية التي تمر بأوضاع خاصة.


ثم انطلقت المداخلات والمناقشات حول ما تم استعراضه من أوضاع تعيشها عدد من المدن في الدول العربية من جراء الأحداث الأخيرة مثل لبنان والعراق واليمن وليبيا وسوريا.


وأجمع المشاركون أن الحل الوحيد لحماية التراث هو إرساء خطة عمل ناجعة تعمل على توحيد الجهود والدعم الدولي وذلك وفق عدد من التوصيات من بينها:


- دعوة المنظّمات الدولية والإقليمية والمؤسسات ذات العلاقة بالتراث إلى ضرورة التنسيق فيما بينها من أجل حصر الأضرار وتحديد أولويات التدخل.
- تأسيس فريق عمل مُصغر للتنسيق وتجنب الازدواجية.
- الإسراع بتكليف لجنة فنية بمشاركة المسؤولين عن قطاعات التراث الأثري في البلدان العربيّة المُتضررة ومُمثّلي المنظمات المُتخصصة من أجل وضع خطّة عملية طارئة لإنقاذ ما يُمكن إنقاذه من المعالم والمواقع المُتضررة.
- وضع خطّة استشرافيّة تتحسّب للأزمات والكوارث قبل حدوثها.
- الاستمرار في تنفيذ برامج التّدريب وبناء القدرات العربية، وتكوين فرق إنقاذ مُتخصصة وإعدادها للتدخل السّريع.